فن / ليالينا

وفاة وينسي ويليز أول مذيعة في العالم: رحلة ملهمة

رحلت عن عالمنا وينسي ويليز Wincey Willis، واحدة من أبرز رموز الإعلام البريطاني، والتي تُعرف بأنها أول امرأة تقدم نشرة جوية على شاشة التلفزيون في العالم. خبر وفاتها شكل لحظة حزن كبيرة لكل من عرفها أو استلهم من مسيرتها المهنية الطويلة التي امتدت لعدة عقود، وتحولت خلالها إلى رمز للمرأة العاملة في مجال الإعلام، خصوصاً في تخصص لم يكن معتاداً على وجود النساء فيه.

 سبب وفاة وينسي ويليز

توفيت المذيعة البريطانية وينسي ويليز، عن عمر يناهز 76 عامًا في 19 ديسمبر 2024، بعد صراع طويل مع مرض الخرف الجبهي الصدغي.

النشأة والبدايات

وُلدت وينسي ويليز في 8 أغسطس 1948 باسم فلورنسا وينسوم لايتون في مدينة غيتسهيد بمقاطعة دورهام في شمال شرق إنجلترا. نشأت في عائلة تبنتها عائلة ديموك، وقضت طفولتها في مدينتي هارتلبول وبارنارد كاسل. من سن مبكرة، كانت وينسي تتمتع بشخصية مفعمة بالحيوية والفضول، واهتمامها بالإعلام ظهر مبكراً من خلال حبها للقصص والأخبار.

في بداية شبابها، درست وينسي اللغة الفرنسية في جامعة ستراسبورغ في فرنسا، وهي تجربة أثرت بشكل كبير على مهاراتها اللغوية وتفتحها على ثقافات مختلفة. كما كانت تحلم بأن تساهم في الإعلام بطريقة غير تقليدية، لكن في الوقت نفسه كانت تواجه تحديات كونها امرأة تسعى للعمل في مجال يهيمن عليه الرجال.

انطلاقتها في الإعلام

دخلت وينسي عالم الإعلام عام 1981، عندما بدأت العمل كمقدمة النشرة الجوية في محطة تاين تيز تليفجن المحلية. لم تكن هذه مجرد وظيفة بالنسبة لها، بل كانت منصة لإثبات قدرتها وكسر القوالب النمطية التي كانت تعيق وجود النساء في هذا المجال.

في عام 1983، حققت قفزة نوعية عندما انضمت إلى قناة TV-am لتقديم نشرة جوية في برنامج Good Morning Britain، لتصبح بذلك أول امرأة تقدم النشرة الجوية على قناة تلفزيونية وطنية في المملكة المتحدة، بل وعلى مستوى العالم. هذه الخطوة لم تكن سهلة، إذ تعرضت لضغوطات كثيرة، لكنها أظهرت مهارة واحترافية في تقديم المعلومات الجوية بطريقة سهلة الفهم وممتعة.

لم تقتصر موهبتها على النشرة الجوية فقط، بل كانت تتمتع بشخصية إعلامية محببة، حيث قدمت برنامج الألعاب الشهير Treasure Hunt عام 1985، والذي ساهم في زيادة شهرتها. كما قدمت برنامج Wincey"s Pets الذي عرض حيواناتها الأليفة التي كانت تعشقها، إذ امتلكت أكثر من 50 حيواناً في منزلها، مما أظهر جانباً إنسانياً وعاطفياً من شخصيتها بعيداً عن الصورة المهنية الصارمة.

العمل البيئي والإنساني

خلال منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تغيرت مسيرة وينسي لتتجه نحو العمل البيئي والإنساني، إذ كانت من أوائل الإعلاميات اللواتي استخدمن منصاتهن للدفاع عن قضايا والحيوانات المهددة بالانقراض. تركت العمل في التلفزيون عام 1987 بعد خلافات مع إدارة القناة حول التعاقدات، وكرست وقتها لمشاريع بيئية متنوعة.

عاشت وينسي فترة على شاطئ في اليونان، حيث تطوعت في حماية السلاحف البحرية التي كانت مهددة بالانقراض، وكانت تشارك في حملات توعوية في عدة دول. كما عملت مع منظمات غير حكومية تدعم الحفاظ على البيئة، وشاركت في رحلات استكشافية وثقافية لتعزيز الوعي البيئي.

عودتها إلى الإعلام الإذاعي

في العقد الثاني من الألفية الجديدة، عادت وينسي إلى مجال الإعلام ولكن في شكل مختلف، إذ بدأت في تقديم برنامج إذاعي محلي على BBC Hereford & Worcester تحت اسم The Big Day Out، حيث كانت تركز على الترويج للأماكن السياحية والأنشطة الخارجية، مع رسالة توعوية للحفاظ على الطبيعة. هذا البرنامج أعادها إلى الواجهة الإعلامية بنمط جديد يليق بخبرتها الكبيرة.

التحديات الصحية والاختفاء التدريجي

رغم نشاطها وحيويتها، تعرضت وينسي لتحدٍ صحي كبير عندما تم تشخيصها في عام 2015 بمرض الخرف الجبهي الصدغي، وهو نوع من الخرف يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوك واللغة. هذا التشخيص أثر بشكل كبير على قدرتها على التواصل والعمل، واضطرت للابتعاد عن الأضواء تدريجياً.

عاشت وينسي سنواتها الأخيرة في مدينة سندرلاند، حيث تلقت الرعاية الطبية والدعم من عائلتها وأصدقائها، وظلت تذكرها الأوساط الإعلامية بحب وتقدير.

إرث وينسي ويليز وتأثيرها على الإعلام

وينسي ويليز لم تكن مجرد مذيعة جوية عادية، بل كانت بمثابة جسر بين القديم والجديد في الإعلام، بين التقاليد والحداثة. كسرت حاجز المهن التي يقتصر وجود الرجال فيها، وأثبتت أن المرأة يمكنها أن تكون محورية في تقديم الأخبار والمعلومات التقنية كالنشرة الجوية.

لقد شكلت قدوة لكل النساء في الإعلام، خاصة في مجالات كانت تُعتبر حكراً على الرجال، وألهمت أجيالاً من المذيعات اللواتي يتبعن خطاها. كما أن أسلوبها البسيط والإنساني في التقديم ساعد في توصيل المعلومات لجمهور عريض بطريقة غير معقدة، مما زاد من ثقة المشاهدين بها وبالمعلومات التي تقدمها.

إلى جانب ذلك، كان عملها في مجال البيئة والحيوانات يعكس شخصيتها الحقيقية ويضيف بُعداً إنسانياً لحياتها المهنية، مما جعلها شخصية متعددة الأبعاد محبوبة من جميع الفئات العمرية.


تكريم وينسي ويليز

بعد وفاتها، أقيمت عدة فعاليات تكريمية في ، وكتب العديد من الإعلاميين والمشاهير كلمات الإشادة والتقدير لمسيرتها التي تعد إنجازاً تاريخياً. كما تم إطلاق مبادرات تعليمية تحمل اسمها لتشجيع النساء على دخول مجالات الإعلام المختلفة.

وينسي ويليز

رحلة وينسي ويليز هي قصة نجاح ملهمة، تجسد الإصرار والتحدي في وجه الصعاب. من فتاة صغيرة في شمال إنجلترا إلى رائدة إعلامية عالمية، عبرت بمسيرتها عن قوة المرأة وقدرتها على تغيير الواقع وتقديم النموذج الذي يحتذى به. تأثيرها سيظل حاضراً في الإعلام البريطاني والعالمي، وستظل ذاكرتها مصدر إلهام لكل من يسعى إلى تحقيق أحلامه بغض النظر عن التحديات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا