أثار إعلان وزارة الداخلية الكويتية القبض على مواطنة بتهمة حيازة مواد مخدرة ومؤثرات عقلية ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن نشرت الوزارة صورة للمقبوض عليها وهي تجلس على الأرض ويداها مقيدتان، ما كشف عن هويتها سريعاً كونها الفنانة شجون الهاجري، دون أن يُذكر اسمها صراحة في البيان الرسمي.

القبض على شجون الهاجري

الواقعة أثارت موجة من الجدل، لا سيما بعد أن تصدرت شجون محركات البحث ومنصات التواصل في الكويت والخليج، ما دفع الإعلامية الكويتية مي العيدان إلى نشر تعليق مثير للجدل، أعادت فيه نشر صورة الفنانة ووجّهت لها انتقادات حادة، قبل أن تفاجئ جمهورها بالدفاع عنها لاحقاً في منشور آخر، ما أظهر موقفاً مزدوجاً من الإعلامية المعروفة بصراحتها.

في منشورها الأول، أبدت العيدان استياءها الشديد من تصرف شجون، وكتبت: "لا حول ولا قوة إلا بالله... الله يعطيكم الفلوس عشان تعمرون عمركم ولا عشان تدمرونه؟ الله يصلحكم بس". وأضافت: "الله يعطي وزارة الداخلية ألف عافية على تنظيف الدولة، سواء من تجار المخدرات أو حتى المتعاطين، لأن المتعاطي يجر وراءه ألف شخص برجله"، في انتقاد صريح لانجرار فنانة معروفة في مثل هذه القضية.

مي العيدان تدافع عن شجون الهاجري

ورغم النبرة الهجومية في تعليقها الأول، عادت مي العيدان لتوضح موقفها عندما نشرت مقطع فيديو للناشط المعروف على السوشيال ميديا "شهاب ملح"، والذي ظهر فيه وهو يشمت بما حدث لشجون ويوجّه لها كلاماً قاسياً. رد مي العيدان هذه المرة جاء مغايراً تماماً، حيث دافعت عن شجون بشراسة، مهاجمة المتحدث قائلة: "هذا شأن كويتي يخص الكويت ووزارة الداخلية، وأنت منو تطلع تتكلم عنها؟ خلك في إيران والوضع اللي صاير فيه".

وتابعت العيدان دفاعها بالقول: "اللي سوته شجون أكيد غلط، وما أحد يقدر ينكر، بس هي بكل درجاتها أحسن منك بوايد، على الأقل ما تم إبعادها من الكويت من خلال مباحث الآداب... وبعدين، شجون كانت تحاول تخفي تعاطيها مو خوفاً من القانون فقط، بل لأن النبي الكريم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وهي ما كانت تبي تكون من المجاهرين".

كما أشارت إلى أن القبض على شجون قد يكون لصالحها وليس ضدها، لأنه يفتح لها باب العلاج والتوبة، وقالت: "اللي صار لشجون لصالحها، لأن وزارة الداخلية ما تعدم مدمن، بالنهاية راح تتعالج وممكن تطلع بعفو، أحسن من ما تموت بجرعة زايدة"، في رسالة واضحة مفادها أن الخطأ لا يعني نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة.

بيان وزارة الداخلية الكويتية

البيان الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية الكويتية لم يذكر اسم شجون صراحة، لكنه اكتفى بالقول إن قطاع الأمن الجنائي، ممثلاً في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ألقى القبض على مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية بقصد التعاطي. وأوضح البيان أنه تم ضبط المشتبه بها بعد معلومات وتحريات دقيقة، أسفرت عن العثور على مواد من نوعي الكوكايين والماريجوانا، إضافة إلى حبوب مؤثرة على الحالة العقلية.

ردود الفعل جاءت متباينة، ما بين متعاطف مع شجون بسبب خلفيتها الشخصية وطفولتها الصعبة، وبين من طالب بتطبيق أقصى درجات المحاسبة. ومن بين الأصوات المدافعة عنها، تذكّر الكثيرون أن شجون ليست شخصية عادية، بل فنانة بدأت مشوارها الفني مبكراً، ونجحت في ترك بصمة واضحة في الدراما الخليجية، وقد تألقت شجون الهاجري مؤخراً في المسرحية الكوميدية "صنع في الكويت: كل شيء بالبرد"، والتي شهدت إقبالاً جماهيرياً واسعاً خلال عروضها.