«ساي تيك ديلي»
يعد فنجان القهوة الصباحي بالنسبة لملايين الناس حول العالم أكثر من مجرد مشروب، بل هو طقس يومي يحمل رمزية الراحة والتركيز والانطلاق في يوم جديد. ومع أن القهوة تعتبر من السلع الزراعية الأكثر تداولاً عالمياً، فإنها تواجه في السنوات الأخيرة تهديداً حقيقياً من آفة صغيرة تدعى «حفار توت القهوة»، وهي حشرة لا يتجاوز حجمها بضعة مليمترات، لكنها قادرة على إحداث دمار واسع بمزارع البن، ففي عام 2023 وحده، قدرت خسائر صناعة القهوة بما يزيد على مليار دولار أمريكي بسبب هذه الحشرة، التي تتسلل إلى حبات البن من الداخل، مخلفة وراءها ضرراً يصعب إصلاحه.
أمام هذا التحدي، حقق باحثون من جامعة إديث كوان في أستراليا، ابتكاراً علمياً لمواجهة هذه المشكلة الزراعية المزمنة، وذلك بتطوير نظام ذكي يعتمد على تقنيات معالجة الصور باستخدام ما يعرف ب «أنظمة L»، وهي خوارزميات تحاكي الطريقة التي ترى بها العين البشرية الألوان والأشكال، وتتيح رصد علامات الإصابة في ثمار البن دون الحاجة لرؤية الحشرة نفسها، التي يصعب تعقبها لصغرها وقدرتها على الاختباء داخل الثمرة. وتعتمد التقنية على تتبع ما تخلفه هذه الحشرة من المخلفات الدقيقة تعرف ب «فراس»، وهو أثر مميز يسهل التعرف اليه باستخدام التصوير الجوي والدرونات.
هذه الخطوة الذكية تمكن المزارعين من رصد الإصابات في وقت مبكر جداً، ما يمنحهم فرصة التدخل السريع ووقف انتشار الآفة قبل أن تلحق ضرراً أكبر بالمحصول.
ما يضفي على هذا الابتكار قيمة إضافية، هو إمكانية توسيع نطاق استخدامه ليشمل محاصيل زراعية أخرى، خصوصاً تلك التي تنمو في عناقيد العنب والطماطم، إذ يمكن تعديل الخوارزمية لرصد علامات الإصابة في الجزء السفلي أو غير الظاهر من النبات، وفي ظل اعتماد المزارعين بشكل متزايد على الدرونات لجمع البيانات ومراقبة الحقول، فإن دمج هذه التقنية في أنظمة الزراعة الذكية سيكون خطوة طبيعية ومنتظرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.