في تطور لافت يسلط الضوء على مستوى الاستعداد الإيراني للتصعيد العسكري، أكد مسؤول إيراني بارز أنه تم نقل معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة "فوردو" النووية إلى موقع غير مُعلن، وذلك قبيل الهجوم الذي استهدف المنشأة، بحسب ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".

ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس تشهده إيران عقب تقارير عن ضربات أمريكية دقيقة طالت مواقع نووية ومنشآت حساسة، كان أبرزها منشأة "فوردو" الواقعة داخل جبل بالقرب من مدينة قم، والتي تُعد من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا واستراتيجية.

خطوة استباقية لحماية البرنامج النووي

بحسب مصادر إيرانية، فإن قرار نقل اليورانيوم عالي التخصيب تم اتخاذه في إطار إجراءات أمنية واستخباراتية مشددة، تحسبًا لأي عمل عسكري قد يستهدف البنية التحتية النووية. ويبدو أن طهران كانت تتوقع هجومًا محتملاً، ما دفعها لاتخاذ إجراءات استباقية لتفادي خسائر استراتيجية.

ويُعد اليورانيوم عالي التخصيب من أكثر المواد حساسية في أي برنامج نووي، حيث يمكن استخدامه — إذا ما بلغت نسبته فوق 90% في تصنيع أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية مستمرة من نوايا طهران.

تساؤلات حول الوجهة والغموض الإيراني

ورغم التصريح الرسمي، لم تكشف إيران عن الموقع الجديد الذي تم نقل اليورانيوم إليه، ما أثار العديد من التساؤلات في الأوساط الغربية والاستخباراتية، خاصة في ظل رفض طهران السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى بعض المنشآت في الفترة الأخيرة.

ويُنظر إلى هذا الغموض على أنه جزء من سياسة الردع والرسائل المبطنة، حيث تسعى طهران للحفاظ على عنصر المفاجأة، وتعزيز مناعتها النووية في حال حدوث تصعيد عسكري شامل.

ردود فعل متوقعة وقلق دولي

من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل قوية من قبل الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية المعنية بالملف النووي، خصوصًا في ظل المخاوف من تزايد خطوات إيران خارج إطار معاهدة حظر الانتشار النووي واتفاق فيينا لعام 2015.

وتشير المعطيات إلى أن المنطقة تسير على حافة تصعيد كبير، قد لا يقتصر على ضربات متبادلة، بل يمتد إلى اشتباك حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني برمّته، في ظل غياب مسار دبلوماسي واضح، واستمرار التلويح بالخيارات العسكرية من الجانبين.