في كل عام، تضيء جامعة الشارقة بنجومها الذين يسطرون قصصاً ملهمة من التميز والطموح. ومن بين آلاف الخريجين، الذين احتفلت الجامعة بتخريجهم برعاية وحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس الجامعة، في فصل الربيع لعام 2025، يبرز عدد من الطلبة الذين حققوا إنجازاً أكاديمياً استثنائياً بحصولهم على المعدل التراكمي الكامل(4/4) ليجسدوا نموذجاً للجد والاجتهاد، ويثبتوا أن التفوق لا يأتي صدفة، بل هو حصيلة تخطيط وإرادة ودعم مستمر.
في لقاءات مع نخبة من هؤلاء الخريجين المتفوقين، نسلط الضوء على رحلتهم الأكاديمية، ونكشف عن الدروس المستفادة، والتحديات التي واجهوها، وكيف رسموا معالم طريقهم نحو النجاح بتفوق، كما نكتشف من خلالهم كيف أسهمت بيئة الجامعة المتكاملة، أكاديمياً وإنسانياً، في صقل مهاراتهم وتشكيل رؤيتهم للمستقبل، وأكدوا أن الجامعة حاضنة للتميز وبيئة محفزة للإبداع.
تمثل الرحلة الأكاديمية أكثر من مجرد سنوات دراسة داخل قاعات المحاضرات؛ إنها مسيرة متكاملة من التحديات والنجاحات، تنضج فيها الشخصية وتتبلور فيها الطموحات. وخلال هذه السنوات، يمر الطلبة بمحطات تترك في نفوسهم أثراً عميقاً وتسهم في تشكيل مستقبلهم المهني والإنساني.
في هذا المحور، نستعرض انطباعات عدد من الخريجين حول تجربتهم الجامعية، حيث تحدثت علياء محمد عبدالله الحاصلة على بكالوريوس العلوم في علوم المختبرات الطبية من كلية العلوم الصحية، عن رحلتها الأكاديمية التي كانت حافلة بالتجارب الغنية التي أسهمت في تطوير شخصيتها على المستويين الأكاديمي والذاتي.
ومنها الدعم المتواصل من أعضاء الهيئة التدريسية، الذين كان لهم دور محوري في تعميق فهمها للتخصص وتعزيز ثقتها بنفسها من خلال ما قدموه من معرفة وإرشاد.
كما أشار نايف خميس اليليلي الحاصل على بكالوريوس في القانون من كلية القانون، إلى أن رحلته الأكاديمية كانت حافلة بالتعلّم والتطور الذاتي. معتبراً تجربة المحاكمة الصورية نقطة تحول في مسيرته، إذ أتاحت له هذه التجربة تطبيق ما تعلمه عملياً، وعززت شغفه بتخصص القانون.
أسرار النجاح
يعد النجاح الأكاديمي نقطة محورية في حياة الطلبة، وهو ثمرة تخطيط دقيق، ورؤية واضحة، وجهد مستمر. تبدأ رحلة التفوق بوضع أهداف محددة منذ السنة الأولى، تليها خطوات عملية مدعومة بالنصائح والإرشاد الأكاديمي. إلى جانب ذلك، يلعب تنظيم الوقت، والدعم الأسري، والتفاعل مع أعضاء الهيئة التدريسية، والحياة الجامعية المتكاملة، أدواراً حاسمة في رسم طريق النجاح. في هذا المحور، نسلط الضوء على أسرار التفوق الأكاديمي من خلال تجارب شخصية ونصائح قيمة قد تفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة الجدد والمقبلين على التخرج. أوضحت ظبية حمدان المهيري الحاصلة على بكالوريوس العلوم في المحاسبة من كلية إدارة الأعمال، أنها بدأت بوضع أهداف قصيرة المدى، وتنظيم وقتها باستخدام أدوات مساندة أسهمت في تطوير مهاراتها، إلى جانب مراجعة الدروس باستمرار والاستفادة من ملاحظات أعضاء الهيئة التدريسية. كما أكدت أن الدعم العائلي والبيئة المحفزة كان لهما دور بارز في استمرارها وتحقيقها للتميز. من جانبه أكد سعيد حسام البيوك الحاصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة المعمارية من كلية الهندسة، أن نجاحه لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة خطة واضحة وضعها منذ بداية مشواره الجامعي، تمثلت في السعي لتحقيق أعلى معدل أكاديمي في تخصصه، ليس بهدف التميز فقط، بل لإيمانه بأن التفوق الأكاديمي يفتح آفاقاً أوسع للمستقبل المهني.
اختبارات حقيقية
لا تخلو الرحلة الدراسية والمهنية من لحظات صعبة تواجه فيها التحديات والشكوك، وهي التي تصقل شخصية الطالب وتمنحه قوة وعزيمة. في هذه المحطات، يمر الطلبة بتجارب تضعهم أمام اختبارات حقيقية، سواء على صعيد المقررات الدراسية أو المشاريع العملية التي تجمع بين النظرية والتطبيقية. في هذا المحور، نسلط الضوء على تلك اللحظات التي احتاج فيها الطلبة لاستعادة حافزهم، وتجاوز الصعوبات، مستفيدين من الدروس الثمينة التي أثرت في مسيرتهم.
وأشار سعيد حسام البيوك الحاصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة المعمارية من كلية الهندسة أنه واجه تحديات كبيرة أثناء العمل على مشروع التخرج الذي تطلب منه جهداً كبيراً وتركيزاً عالياً. مؤكداً أنه بدعم أسرته وزملائه استطاع تجاوز هذه الصعوبات وإنجاز المشروع بنجاح.
اكتشاف الشغف
أما زينة أحمد عبد الودود الحاصلة على بكالوريوس الآداب في الاتصال الجماهيري من كلية الاتصال، أكدت أهمية استثمار لحظات الرحلة الجامعية، ليس فقط لتحصيل الدرجات، بل لبناء الشخصية واكتشاف الشغف، وشجعت على المشاركة في الأنشطة وتعلم الدروس من التجارب، ومواجهة الخوف من الفشل، وطلب المساعدة عند الحاجة، مؤكدة أن الإصرار والعمل الجاد هما مفتاح النجاح.
منظومة متكاملة
تُعدّ الحياة الجامعية منظومة متكاملة تُعنى ببناء شخصية الطالب وصقل مهاراته، فمن خلال ما توفره الجامعة من مرافق حديثة وخدمات متنوعة ودعم أكاديمي ونفسي، يجد الطالب بيئة داعمة تساعده على تحقيق التميز والتوازن. نسلط الضوء في هذا المحور على أثر هذه المنظومة في تشكيل تجربة جامعية متكاملة، تجمع بين التعلّم والتطوير الذاتي والانخراط في مجتمع نابض بالحيوية. قالت مريم جمال العرشي، الحاصلة على بكالوريوس في الشريعة أصول الدين من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، إن رحلتها الأكاديمية في جامعة الشارقة كانت تجربة استثنائية جمعت بين العلم والإيمان، حيث وفّرت لها الجامعة بيئة محفزة على التميز، مدعومة بجهود أعضاء الهيئة التدريسية في تقديم الدعم والمساندة. وقالت: «تعلّمت أن طلب العلم ليس مجرد دراسة، بل هو رحلة تربية وبناء يقين، وستظل هذه المرحلة من أبرز محطات حياتي التي افتخر بها».
وأشار محمد طارق فرج الله الحاصل على بكالوريوس العلوم في علوم المختبرات الطبية، أن البيئة الجامعية المتكاملة كان لها أثر كبير في تنمية شخصيته إلى جانب تحصيله العلمي، حيث وفّرت له الجامعة المختبرات الحديثة، والتي أتاحت له فرصة للتطبيق العملي وتحليل النتائج بدقة، وأسهمت المرافق والمباني المجهزة في توفير بيئة دراسية محفزة، بينما ساعدته الأنشطة اللاصفية والأندية الطلابية على تطوير مهاراته في القيادة والعمل الجماعي، وزيادة ثقته بنفسه.
نحو المستقبل
مع نهاية المرحلة الجامعية، يبدأ الخريجون في رسم ملامح مستقبلهم، فتتنوع الطموحات ما بين مواصلة الدراسات العليا، والانخراط في سوق العمل، والمساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع. في هذا المحور، نستعرض رؤى الخريجين حول المستقبل، وأحلامهم التي يسعون لتحقيقها بعد التخرج.
وفي هذا السياق، أشارت عبير مصطفى محمد، الحاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة في التصميم الداخلي من كلية الفنون الجميلة والتصميم إلى تطلعها لمواصلة دراستها العليا من خلال الالتحاق ببرنامج ماجستير لتعزيز معرفتها والإسهام بشكل فعّال في مجال تخصصها.
وأعرب عمر بسام زياد الحاصل على بكالوريوس العلوم في هندسة الحاسوب من كلية الحوسبة والمعلوماتية، عن رغبته في مواصلة مسيرته الأكاديمية من خلال نشر الأبحاث العلمية، مؤكداً حرصه على المساهمة في تطوير العلم المفيد وتعزيز رسالة التعليم كواجب أخلاقي ومهني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.