قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في كيفية الوفاء لكلا المكانين، مكة والمدينة، مشيرا إلى أنه عندما خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة، نظر إليها بنظرة مكسوة بالاحترام والإجلال، وطلب من جبريل عليه السلام أن يترفق بقومه، رغبة منه في إيصال الخير إليهم أو خروج الخير من خلالهم.

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج "مساء dmc" الذي يذاع على قناة "dmc": "النبي صلى الله عليه وسلم أعلن عن حبه لوطنه، وأعلن عن حبه لساكني هذا الوطن، رغم ما وقع عليه منهم من أحداث وآلام ومصائب، الأمر الذي دفعهم إلى إكراهه على الخروج من مكة فارا بنفسه وبدينه".

وتابع: "عندما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجد أن هناك جملة من الحقوق ينبغي أن تتوافر لهذا المكان، الذي أحسن استقباله وهيأ له الأدوات المناسبة لتبليغ دعوته، فكان وفيا لمكة وأهلها، ثم كان وفيا للبيئة الجديدة التي انتقال إليها".

وقال: "وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بعدة سنوات، تم فتح مكة، وبعد فتحها عاد النبي إلى المدينة اعترافا منه بفضلها واعترافا بجميلها، وكل ذلك ينبئ على مثل نادر وقيمة فريدة".

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أجبر إجبارا على الهجرة من مكة إلى المدينة، عندما ضاقت به السبل واشتد عليه العذاب به وبأتباعه، ووجد أن الدعوة الإسلامية في مهدها لا يمكن أن تجد البيئة الصالحة التي تنتشر من خلالها، فرأى أن يهاجر بأمر من الله إلى المدينة، لكونها البيئة التي ستنطلق منها هذه الدعوة.