العاب / IGN

مراجعة Heads of State

  • 1/2
  • 2/2

هذه المراجعة خالية من الحرق لفيلم Heads of State، والذي يُعرض حالياً على Amazon Prime Video.


تغمرنا اليوم خدمات البث بسيل من الأفلام الضخمة التي تجمع نجوماً كباراً وتركّز بشكل أساسي على الأكشن والكوميديا، مقدّمة الترفيه في المقام الأول على حساب القصة أو عمق الشخصيات. بعض هذه الأعمال ينجح على الرغم من ذلك بفضل حضور نجومه أو بفضل مستوى الأكشن والكوميديا العالي، في حين يفشل بعضها الآخر بالرغم من كل الجهود المبذولة فيه. ولحسن الحظ، فإن Heads of State يندرج ضمن الفئة الأولى، إذ يقدّم مزيجاً ممتعاً من الأكشن والكوميديا، مدعوماً بأداء مميز لكل من إدريس إلبا وجون سينا. ورغم أنه لا يخلو من بعض العيوب، إلا أن الكمّ الكبير من المتعة التي يقدّمها يجعل من السهل التغاضي عنها.

يروي Heads of State قصة تدور في عالم موازٍ ليس ببعيد جداً عن عالمنا اليوم، حيث يتولى نجم أفلام الأكشن السابق ويل ديرينجر (جون سينا) منصب رئيس الولايات المتحدة، وهو منصب لا يحظى فيه باحترام واسع من نظرائه في المراكز العليا، وعلى رأسهم رئيس وزراء سام كلارك (إدريس إلبا). منذ اللحظات الأولى، يضعنا الفيلم في أجواء المنافسة الكوميدية المحتدمة بين هذين القائدين، في صيغة تجمع بين السخرية السياسية والفكاهة الخفيفة، ما يشكّل نواة المنافسة في الفيلم.

ويل ديرينجر، بشخصيته المرحة وتفاؤله المفرط، لا يبدو مؤهلاً تماماً للمنصب الذي يشغله، إذ لا يعرف الكثير عن البروتوكولات أو حتى كيف يتحدث أمام الإعلام، لكنه يمتلك قلباً طيباً وبوصلة أخلاقية. أداء جون سينا هنا مثالي، إذ يُجسد شخصية الرئيس العفوي الذي يؤمن بأن أفلام الأكشن يمكن أن توحّد العالم، وتأتي خطاباته الحماسية محببة بقدر ما هي سخيفة.

في المقابل، سام كلارك هو سياسي صارم من الطراز التقليدي، وصل إلى السلطة عبر البرلمان البريطاني والخدمة العسكرية، وهو يحتقر الطريقة التي وصل بها نظيره إلى المنصب. يجسّد إدريس إلبا هذه الشخصية بأسلوب رائع، حيث يُظهر انزعاجه الدائم من عفوية ديرينجر بعبارات لاذعة وسلوك فظّ يُعبر بدقة عن شخصية رجل دولة ساخر ومحبط. وعندما يجد الرجلان نفسيهما عالقين معاً في بلد أجنبي بعد إسقاط الطائرة الرئاسية، يبدأ التوتر بينهما في التحوّل إلى تحالف غير متوقع.

تظهر بصمة المخرج إيليا نايشولر، المعروف بأعمال مثل Hardcore Henry وNobody، بوضوح على الفيلم والذي يتميز بطابع سريع الوتيرة وغني بالدموية والعنف الكوميدي، مما يجعل من مشاهد الأكشن، بداية من مطاردات السيارات إلى تبادل إطلاق النار وحتى المعارك الفوضوية بالأيدي، تجربة مسلية بحق. وبين المزاح والرصاص، يتمكن الفيلم من إيصال رسالة خفيفة عن القيادة، والشراكة، والاختلافات التي يمكن تجاوزها... حتى في أحلك اللحظات. أضف إلى ذلك الموسيقى التصويرية الحماسية التي ترفع من مستوى الحماس.

ينضم إلى هذا المزيج المثير أداء مفاجئ ومميز من بريانكا تشوبرا جوناس في دور نويل بيسيت، عميلة الاستخبارات البريطانية (MI6) التي تقوم بمرافقة وحماية سام وويل خلال رحلتهما المحفوفة بالمخاطر للعودة إلى الولايات المتحدة. ومع أن مشاهد الأكشن المصممة بعناية كانت متوقعة بهذا الفيلم، إلا أن عنصر المفاجأة كان الأداء الرائع لبريانكا. تجسّد بريانكا شخصية العميلة السرية بأداء بدني قوي وثقة لافتة، فتنتقل بسلاسة بين مشاهد القتال وتُظهر براعة واضحة في تنفيذ مشاهدها الخطرة بنفسها، حيث تسحق خصومها بعنف ودقة، وتبدو متحكمة في مجريات الأكشن من حولها. سواء كانت تستخدم السلاح أو تخوض مواجهة مباشرة، تسرق الأنظار في كل ظهور لها.

في محاولتها التصدي لتاجر أسلحة روسي (يؤديه بادي كونسيدين نجم House Of The Dragon) يسعى لصنع سلاح دمار شامل... نعم حبكة مكررة لدرجة أصبحت جزءاً من إرث الأفلام الهوليوودية، نكتشف لاحقاً أن ما يسعى إليه ليس صنع سلاح شامل بل الاستيلاء على برنامج شديد السرية يسمى "إيشيلون" تستعمله الحكومة للتجسس على الجميع، إلا أن هذه الحبكة أيضاً مكررة جداً لدرجة لم تجعلنا نبالي بأهداف هذا الشرير.

ومن السلبيات الأخرى التي يعاني منها الفيلم هي ضعف الشرير نفسه، حيث أننا لا نقتنع بدوافعه سوى بأنه شرير يريد الاستيلاء على البرنامج وقتل الرئيسين، ولديه المال والإمكانيات لتحقيق ما يريد. من المؤسف أن يكون لديك نجم مثل كونسيدين في كهذا ولا تستطيع استغلال إمكانياته إلى أقصاها، حيث أنه بالرغم من أدائه الرائع، إلا أنه لا يستطيع القيام بالكثير مع السيناريو المحدود لديه وشخصيته السطحية.

لكن كما ذكرت في بداية المراجعة، فإن هذه السلبيات تبقى بسيطة مقارنة بالقيمة الترفيهية التي يقدمها الفيلم، إذ يطغى الانسجام اللافت والكوميديا الجسدية واللفظية المضحكة للغاية بين إدريس إلبا وجون سينا على كل شيء آخر. ولمن لا يتذكر، فهذه ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها النجمان في أجواء مشابهة، فقد سبق أن رأيناهما يتنافسان في فيلم The Suicide Squad بدوري "بيس ميكر" و"بلود سبورت"، حيث كان كلٌّ منهما يسعى لإثبات أنه الأفضل في القتل. وقد نتج عن تلك المنافسة مشاهد مضحكة تليق تماماً بالكاريزما التي يتمتعان بها. أما الفرق هنا، فهو أن الشخصيتين تفتقران إلى الخبرة الميدانية الحقيقية، ما يؤدي إلى مشاهد أكشن طريفة للغاية، حيث يتمكنان من القضاء على الأشرار بالحظ والصدفة، وأحياناً بالقوة، وهو ما يضيف طابعاً خفيفاً وممتعاً يضفي قيمة ترفيهية على الفيلم.

تم تصميم المشاهد القتالية وإخراجها بشكل رائع للغاية، سواء تلك المشاهد الكوميدية الطريفة التي يقدمها الرئيسان بطريقة خرقاء ومضحكة، أو تلك الاحترافية التي تتطلب براعة عالية. وعندما نتحدث عن هذه المشاهد، لا بدّ من التوقف عند ظهور جاك كوايد في دور العميل مارتي كومر، رغم أن دوره كان قصيراً بالمقارنة، إلا أنه كان حافلاً بالتفجيرات والدموية والحماس. أداء جاك كوايد هنا مزيج من الطرافة والاندفاع يعكس ما اعتدنا عليه منه في The Boys وفي أحد أحدث أفلامه Novocaine، حيث يضفي حضوراً جريئاً يضفي طاقة إيجابية على كل مشهد يظهر فيه رغم غموض خلفيته.

الإيقاع العام للفيلم سريع الوتيرة لا يعطي فرصة للشعور بالملل. تنتقل القصة بسلاسة بين مشاهد الأكشن الكوميدية والحوارات الطريفة، مما يحافظ على تفاعل المشاهد واهتمامه طوال الوقت، كما يتضمن الفيلم مشاهد قصيرة لكنها فعّالة، تلخص بشكل ذكي أحداثاً هامة وقعت خارج ، مما يساعد على تقدم الحبكة دون الشعور بالتمطيط أو الإطالة. ومن ناحية أخرى، يوازن السيناريو بين الكوميديا والأكشن، حيث يعتمد بشكل كبير على المواقف المضحكة بين جون سينا وإدريس إلبا التي تضفي حيوية خاصة على الفيلم.

يُعد Heads of State فيلماً صيفياً ممتعاً، قد لا يقدم جديداً مبتكراً أو قيمة درامية عميقة، لكنه يوفر ترفيهاً عالي الجودة يستحق قضاء وقت ممتع مع العائلة خلال سهرة نهاية الأسبوع. لا تتوقعوا قصة معقدة أو رسالة مؤثرة، بل استمتعوا بساعتين مليئتين بالضحك والإثارة، بمستوى جون سينا وإدريس إلبا.

قد لا يقدم Heads of State قصة عميقة أو شرير معقّد أو مفاجآت كثيرة، لكنه يعرف تماماً كيف يسلّي جمهوره. بفضل الكوميديا المضحكة الناتجة عن المنافسة الطريفة بين جون سينا وإدريس إلبا، ومشاهد الأكشن المصممة بشكل رائع، والأداء المفاجئ لبريانكا تشوبرا، يقدم الفيلم تجربة ترفيهية خفيفة وممتعة مثالية لأمسية صيفية بصحبة العائلة أو الأصدقاء.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا