الارشيف / عرب وعالم / البشاير

سيد علي يذكركم بمأساة السودان المنسية

  • 1/2
  • 2/2

مأساة السودان المنسية

سـيد عـلى

 
 

ليست مصادفة أن تكون كل حدود ملتهبة وتدعو للقلق وسط صمت وتراخ عالميين وهو مايؤكد شكوك أنها مقصودة لمحاصرة الدور المصري. فمع اقتراب الصراع فى السودان من بداية عامه الثانى لا توجد أى مؤشرات على التهدئة أو التوصل إلى حل سلمى عما قريب و أدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم إلى مقتل أكثر من ١٧ألف شخص و نزوح أكثر من ١٢ مليون شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية فى السودان و الخوف وارد أن يسير السودان على خطى وسوريا، وإلى حد ما واليمن،

فالحركات المسلحة المقدر عددها بنحو 92 حركة، 87 منها فى دارفور، بينما تنشط 5 فى كردفان والنيل الأزرق ووسط وشرق البلاد؛ وسط تقارير عن انتشار أكثر من مليونى قطعة سلاح خارج المنظومة الأمنية الرسمية وتُمثل الخرطوم بؤرة الصراع، حيث فرضت قوات الدعم السريع -المدعومة بالميليشيات- سيطرتها على عددٍ من المواقع الحيوية. لكن العنف امتد إلى مناطق أخرى، أبرزها دارفور وجنوب كردفان.

 
 

وقد أسفر الصراع عن أضرار جسيمة على البنية التحتية، ومع فشل جهود الوساطات المتكررة وتحوّل الصراع إلى مواجهة صفرية بين الجانبين، تتنامى مخاطر زيادة التدخل الأجنبى وتحوّل الحرب الأهلية إلى حرب بالوكالة و خلقت المبادرات المتناقضة، وصراع السلطة عوامل تحديات فى طريق الوصول إلى حل تفاوضي. ويؤمن كلا الفصيلين بأن النصر العسكرى هو الطريق المضمون إلى السلطة، ما يجعل الوصول إلى حل مستدام أمرا مستبعدا فى المستقبل القريب.

لذا؛ بدأ الصراع فى التحول إلى حرب استنزاف مطولة. حيث تعتمد القوات المسلحة على قوتها الجوية، بينما اعتمدت قوات الدعم السريع على عمليات حرب العصابات. وربما يأخذ الصراع الجارى بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منعطفا مروعا ، مما سيؤدى إلى تقسيم السودان، حيث سيؤجج صراع السلطة المتصاعد، الانقسامات العرقية والإقليمية القائمة، ويدفع بالسودان نحو حالة التفكك، وسيتحول صراع السلطة بين الجانبين إلى نقطةٍ محورية فى الصراع الأكبر.

 

ومع تقسيم السودان ستنفجر الصراعات المسلحة وصراعات السلطة بين المناطق والجماعات العرقية المختلفة، التى ستتنافس للسيطرة على الأراضى أو الموارد أو النفوذ السياسى، وستستمر المظالم التاريخية والصراعات التى لم تُحَل بعد -مثل صراع دارفور أو انفصال جنوب السودان- فى تشكيل الديناميات الإقليمية وتحريك مطالبات حق تقرير المصير، ولا شك فى أنّ تفكك الحكومة المركزية سيفاقم الأزمات الإنسانية القائمة، ما سيؤدى إلى زيادة النزوح وتدفق اللاجئين، وتقييد قدرات الاستجابة الإنسانية إقليميا ودوليا و تتعزز هذه الصراعات وتلك الانقسامات بتدخلات لقوى إقليمية ودولية تدعم أطرافا ضد أخرى فى اتجاهات متباينة تتسق ومصالح ذاتية لكل منها،

حيث يحتدم صراع إقليمى ودولى على السودان لاعتبارات جيوسياسية حيوية إقليميا ودوليا ترتبط بهويته العربية الإفريقية، ولما يمتلكه من ثروات طبيعية إستراتيجية هائلة سواء ما كان منها تعدينيا فى باطن الارض أو زراعيا رعويا بمساحات شاسعة على سطحها أو بصدد ثروات طبيعية بحرية بجانب موانى السودان الواقعة على البحر الأحمر. وتبلغ مساحة السودان 1.882.000 كليومتر مربع وهو بذلك ثالث الدول من حيث المساحة فى أفريقيا ومن العشرين دولة الأكبر مساحة فى العالم. وكانت الأكبر فى إفريقيا والعالم العربى حسب المساحة قبل انفصال جنوب السودان عام 2011.ورغم ذلك تضيق تلك المساحة الشاسعة عن استيعاب نحو ٥٩ مليونا من السودانيين لكى يصبحوا مهاجرين تتخطفهم دول الجوار والفيافى وأعماق المتوسط فى المراكب الغارقة.

ببساطة

> العتاب رخصة لها وقت وتنتهى صلاحيتها.

> علاج الابتزاز فضح الفضيحة.

> لاتتزوجى رجلا لايقبله عقلك.

> من يصرف عليك يحكمك بقوانينه.

> الشبع كُتر رباية، مش كتر فلوس.

> البدايات فرصة للمراجعة وتصحيح الأولويات.

> إن كان اللقاء نصيبا فإن التكملة اختيار.

> أعوذ من غرابة الأشخاص بعد أُلفتهم.

> انتظر حتى ينتهى الانبهار ثم قرر.

مقالات ذات صلة

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا