إرساء السلام وبناءه في الدول التي تشهد صراعات وحروب ونزاعات، يستهدف البحث عن مقاربات جديدة وفاعلين بارزين يسهمون في طرح الرؤى وتقديم المقترحات وتفعيل السياسات الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار.
وفى خضم ذلك، يبرز دور المرأة في صنع السلام وبناءه، خاصة في ضوء ما تعانيه المرأة من تداعيات وانعكاسات للصراع على أوضاعها وظروفها، إذ تعد المرأة من أكثر الأطراف تأثرًا بالحروب والنزاعات، وهو ما دفع مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة إلى إصدار قرار رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن عام 2000، إلا أنه لم يحظ بالتنفيذ من جانب عديد الدول التي تشهد نزاعات وحروب وصراعات.
ومن هذا المنطلق، نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية من خلال برنامج الدراسات اليمنية بالتعاون مع برنامج دراسات المرأة، ومركز المخا للدراسات الاستراتيجية برئاسة عاتق جار الله ندوة بعنوان "المرأة العربية وإرساء السلام"، حيث ناقشت دور المرأة في إرساء عملية السلام من خلال ثلاثة أبعاد، شملت ما يأتي:
• البعد الأول: البعد الوقائي، حيث يناقش دور المرأة في استتباب السلام والأمن والمحافظة عليه، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها المرأة في حماية المجتمعات والدول من الانزلاق إلى هوة الصراع والاحتراب.
• البعد الثاني: بعد المعالجة، حيث يناقش دور المرأة في صنع السلام وإقراره في خضم الصراعات المندلعة والنزاعات المستمرة، إذ من الأهمية بمكان مشاركة المرأة في مفاوضات السلام بما قد يسهم في إقراره ويوقف نزيف الحروب والصراعات.
• البعد الثالث: بعد التعافي من آثار الصراع، حيث يناقش دور المرأة في بناء المجتمعات ما بعد الصراع، وكيف يمكن تدريبها وتنمية قدراتها وتعزيز إمكاناتها في معالجة الآثار المترتبة على هذا الصراع ومحاولة منع الانزلاق مرة أخرى إلى أتونه.
وفي ضوء هذه الأبعاد الثلاثة التي تمثل رؤية متكاملة لمحورية دور المرأة في السلام، بدءا من تحملها مسئولية الحفاظ على السلام ومنع الأطراف المختلفة خاصة الأطراف الوطنية من الوقوع في دائرة العنف المفضي إلى صراعات وحروب تتسع دائرتها من خلال انغماس أطراف خارجية في أحداثها، مرورا بدورها حال وقوع هذا الصراع سواء من خلال المشاركة بحزم وفعالية في مفاوضات السلام التي تجرى من أجل وقف الحرب أو من خلال خلق وعي مجتمعي للأجيال المنخرطة حديثا في الصراع بمخاطر استمراره، وصولا إلى تحملها المسئولية في مرحلة بناء المجتمعات ما بعد الصراعات سواء على المستوى التنموي أو السياسي.
وقد خلصت الندوة في ضوء كلمات المتحدثين ومداخلات الحضور ومناقشتهم، إلى جملة من النتائج والتوصيات، كان من أبرزها ما يأتي:
أولا - ثمن الحضور الجهود المصرية الداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، ورفع المشاركون في الندوة كل الشكر والتقدير إلى فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، وذلك في ظل دوره القيادي في دعم ومساندة الأشقاء العرب ورعايتهم في ظل مكانة الدولة المصرية كبيت لكل العرب، وكذلك في ظل دعمه المستمر للمرأة العربية بصفة عامة والمصرية على وجه الخصوص، تقديرا لإسهاماتها كشريك أساسي في كل محاور البناء والتنمية.
كما وجه الحضور الشكر والتقدير إلى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وكافة أعضاء المجلس والتأكيد على وقوف الجميع في صف واحد خلف قيادته ودعم دوره ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية كافة.
ثانيا - ثمن الجميع الدور المشهود الذي لعبه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهوده الرائدة في دعم الشرعية والشعب اليمني، كما ثمنوا أيضا الدور السياسي والإنساني الكبير الذي لعبته كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، في رعاية المشاورات السياسية للوصول إلى حل عادل ومستدام وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
وفي هذا الخصوص، أشادت الندوة بواحد من أهم مخرجات الحوار الوطني الشامل، حيث أولى اهتماما بالمرأة اليمنية من خلال تخصيص كوتا 30% للمرأة اليمنية في جميع مؤسسات الدولة وتمكينها من حقوقها كاملة.
ثالثا - أكدت الندوة دعمها لجميع الجهود التي يقوم بها رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عوض بن مبارك لتفعيل دور مؤسسات الدولة اليمنية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني بصفة عامة والمرأة اليمنية على وجه الخصوص في مواجهة ما ترتكبه جماعة الحوثي وإطلاق سراح جميع المخطوفين من السجون.
رابعًا - الدعوة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة دوليا وإقليميا ووطنيا لحماية المرأة العربية في مواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها في ساحات المعارك والصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية.
خامسًا - تجريم كافة أشكال العنف والإرهاب ضد المرأة العربية؛ وكذا تجنيد الأطفال وزراعة الألغام بشكل عشوائي وواسع التي تقوم بها بعض المليشيات الإرهابية في المناطق التي تهيمن عليها في الدول العربية التي تشهد حروب وصراعات، وتمثل اليمن نموذجا في هذا الخصوص.
سادسًا - مناشدة منظمات المجتمع الدولي والإقليمي، في ضرورة التوسع نحو دعم المرأة العربية بصفة عامة واليمنية على وجه الخصوص، لرفع المعاناة عنها مع التأكيد على أهمية تعليم الفتاة وتأهيل المرأة لتصبح قادرة على أداء واجبها في تربية أبنائها وخدمة وطنها ومجتمعها.
سابعًا - تعزيز حضور النساء أصحاب الكفاءة في مسار الاتفاقيات المتعلقة بصناعة السلام والتوافقات الوطنية، ودعم مسارات السياسي والحلول الوطنية، في الدول العربية التي تشهد صراعات.
شارك في الندوة اللواء حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، والدبلوماسية بشرى الإرياني، والدكتورة رباب حافظ رئيس برنامج دراسات المرأة بمركز الحوار، والدكتورة سهام عز الدين عضو المجلس القومي للمرأة وعضو زمالة أكاديمية ناصر العسكرية ونائب عن سيناء سابقا، وليلي جعفر بن بريك، وميادة عسكري حجيران فرج، وضياء صالح عيضة العويني، وهيام طالب صالح القرموشي، وشيما عبدالرحمن الصلاحي، وحياة نعمان أحمد الذبحاني، ووفاء الدعيس، ولفيف واسع من القيادات النسوية وأدار الندوة الإعلامي أيمن عدلي رئيس لجنة التثقيف بنقابة الإعلاميين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.