منوعات / البشاير

مات المذيع الذي قرأ ١٢١٨ رسالة كتبها الرئيس ميتران لعشيقته آل بينجو

  • 1/2
  • 2/2

برنار كلود بيفو

بقلم: ألفة السلامي

 

قد لا يعرفه الكثيرون، لكنْه من أشهر المذيعين في العالم؛ دفع الملايين من متحدثي الفرنسية إلى القراءة من خلال برنامجه “فواصل” (بالفرنسية أبوستروف). إنه برنار كلود بيفو الذي عُرِفَ بأثره الكبير على المشهد الثقافي وكيف سخّرَ برامجه التلفزيونية للحديث عن الكتب والقضايا الفكرية المثارة على الساحة الثقافية. لا يعتقد صناع الإعلام، بالأمس واليوم.

أن الكتب والقضايا الثقافية قادرة على جذب متابعين؛ بل إن المحتوى الثقافي “منفّرٌ” في رأي بعض صانعي المحتوى ويبتعدون عنه حتى لا يرتبط المذيع/ة بلقب “المثقف” سيء السمعة! لكنْ فعلها “بيفو” وخاض تجربة ناجحة فاقت كل التوقعات في برنامجه “أبوستروف” الذي استمر بثه على القناة الفرنسية الثانية من 10 يناير 1975 وحتى 1990 وبإجمالي 724 حلقة. وقد اكتسب شهرة عالمية، وليس فقط داخل فرنسا، وكان عدد متابعيه مليوني مشاهد في تلك الفترة؛ كما كان محركًا قويًا لبيع الكتب والمجلات الفكرية والثقافية في فرنسا والعالم.

عاد بعد ذلك ببرنامج جديد، بعنوان “بوان دو كيلتير” أو “مرق الثقافة” أو “عصيرها”. وهو حواري ثقافي أيضًا وفي أوقات الذروة كل أحد ثم كل جمعة، وقد استمر عرضه عشر سنوات على قناة فرنسا 2 (والتي كانت تسمى “أنتين 2” حتى عام 1992)، من 12 يناير 1991 إلى 29 يونيو 2001، بإجمالي 407 حلقات.

فرانسوا ميتيران الرئيس العاشق
فرانسوا ميتيران الرئيس العاشق

لا يوجد مفكر أو مسؤول أو شخصية عامة كبيرة وشهيرة في ذلك الوقت لم يستضفها “بيفو” وتعمق في جوانبها الفكرية، حيث اشتهر بحواراته العميقة مع كبار الكتّاب والمفكرين والسياسيين والفنانين، وكان جسرًا بين الأدب والجمهور، يعرف كيف يُسلط الضوء على الكتب والقضايا ويعرض الأفكار بطريقة تجذب المشاهدين وتثري فهمهم. وحظي بمتابعة الملايين من المشاهدين. وقد نجح كفرد في بلورة سياسة ثقافية لإعلام الدولة بما يخدم اللغة الفرنسية وآدابها.

ومن ضمن حلقاته التي لا تنسى تلك التي استضاف خلالها فرانسوا ميتران (1916-1996)، عندما كان السكرتير الأول للحزب الاشتراكي. ودار الحوار حول كتبه، ومنها “القش والحبوب” و”الانقلاب العسكري الدائم” وهنا والآن”.

ووضع “بيفو” فرنسوا ميتران كأديب عاشق في الميزان أمام طموحه المستقبلي نحو كرسي الرئاسة (الذي حصل عليه في دورتين بعد ذلك)؛ وواجه ميتران سؤال المذيع “بيفو”: “هل تستطيع أن تتخلى عن السياسة لتعيش من قلمك؟”؛ فأجاب ميتران، الذي سيُلقب بعد ذلك بأبي الهول: “إذا كان الأمر كذلك، فلمَ لا”؛ ويستدرك قائلًا: “لكن الأمر في يعتمد على العديد من العناصر التي لستُ سيدها الوحيد”.

 

عشيقة الرئيس ميتيران آل بينجو وإبنته غير الشرعية
عشيقة الرئيس ميتيران آل بينجو وإبنته غير الشرعية

واقترب المشاهدون من ميتران كأديب عاشق، وهو الذي عاش كعاشق مغرم بالنساء ومتعدد العلاقات الغرامية. وتذكر الفرنسيون هذه الحلقة بعد سنوات عندما تم الكشف عن رسائل ميتران التي كتبها لـ “آن بينجو” والتي هزت العالم كأهم قصص الحب المعاصر في الأدب الفرنسي؛ 1218 رسالة كتبها ميتران إلى عشيقته آن بينجو، خلال الفترة من (1962- 1995) منذ بداية لقائه الأول بها، وكان ميتران عمره 46 عامًا، وعضوًا بمجلس الشيوخ ووزيرا سابقا، بينما كان عمر “آن” 19 عامًا فقط، وهي طالبة تدرس تاريخ الفنون.

ثلاثون عامًا عمر علاقتهما من السعادة والتعاسة معًا، هكذا وصفت “آن” سنواتها مع ميتران، حيث تقول: “كانت ولادة مازارين – ابنتهما غير الشرعية – هي الهدية الحقيقية الوحيدة التي تلقيتها من ميتران، الرجل الذي لم أعرف غيره”، بينما قال ميتران في آخر رسائله إليها قبل أسابيع من وفاته: “آن. لقد كنت فرصة العمر بالنسبة لي”.

وكتب برنار بيفو عشرين كتابا، منها “مهنة القراءة” وفيه يكشف أسرار الكتب والجوائز الأدبية، وبعض كواليس حلقاته طيلة أكثر من عقدين. وينتقد خروجه المعيب عن السلوك المهني عندما استضاف النجمة الأمريكية جين فوندا، معتذرا عن إظهار الكثير من الإعجاب غير اللائق. وفي موقف آخر، يروي “بيفو” كيف استضاف فلاديمير نابوكوف، الكاتب الروسي الشهير، وشارك في خداع الجمهور حيث ادعى أنه يجيب عن أسئلته بتلقائية بينما كان يُخفي الأجوبة المعدّة سلفًا. كما كشف أن ضيفه كان يشرب أثناء الحوار خمرًا -ويسكي- وأُخفي له في إبريق شاي بناءً على طلبه!

* برنار كلود بيفو توفي يوم الاثنين الماضي، عن عمر يناهز 89 عامًا، سيرة مليئة بالقصص الطريفة، وبالدروس أيضًا حول الإعلام “التنموي”، وكيف يجب أن يكون محفزًا على اكتساب المعارف والتزود بالثقافة، وليس إعلام التفاهة الذي لا يحصل منه الناس على شيءٍ واحدٍ مفيدٍ لهم ولحياتهم!

 

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا