تزخر محافظة الشرقية بالعديد من العباقرة والمبدعين الذين تجاوزوا إعاقاتهم وآلامهم وأصبح لهم شأن كبير فى مجالتهم، وفى مدينة الحسينية شمال محافظة الشرقية، نموذجا لطالب بالشهادة الإعدادية بالأزهر الشريف، من ذوى الهمم لم يستسلم للإعاقة واجهها بحفظ كتاب الله، حيث لم تفلح الاعاقة الحركية التى أصابت أحمد" ورافقته منذ ولادته فى منعه من مواجهة الصعاب وتحدى من وهبهم الله لهم القدرة والعزيمة، حيث إستطاع" احمد " حفظ القرآن الكريم كاملا ودراسة علوم التجويد ومتن الشاطبية وتحفة الأطفال فى سن صغير وترتيل القرآن بصوت حسن.

 

" ذوى الهمم وذوى الإرادة من الأشخاص الذين حابهم الله بقوة عزيمة وقوة إرادة، تفوق الكثيرين ومن الممكن أن يحققوا الكثير من الانجازات إذ كان عندهم الإرادة والعزيمة الكافية" بهذه الكلمات سرد " أحمد عبد الحليم منصور" الطالب بالصف الثالث الإعدادى بالأزهر الشريف بمدينة ومركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حكايته ل" اليوم السابع" قائلا أن القرآن الكريم هو كل حياته، لا يشعر معه بأنه يعانى من أى اعاقة، لان الله سبحانه وتعالى منحه الكثير من القدرات وأن نعمة حفظ القرآن الكريم لا يعادلها نعمة، ورغم إعاقته فإنه يسعى بكل جهد للمشاركة فى مسابقات القرآن الكريم ويحصل فيها على المركز الأول.

 متابعا: أنه يدرس حاليا فى المرحلة الإعدادية بالأزهر الشريف، ورحلته مع حفظ القرآن الكريم، بدات فى الرابعة من عمره، وأتم حفظه كاملا فى الحادية عشر، على يد الشيخ " أحمد عبد العال" ودرس علوم التجويد على يد الشيخ "محمد الزعيم"، كما حفظ متن تحفة الأطفال ومتن الجزرية ومتن الشاطبية، متابعا أنه يطمح مستقبلا بان يلتحق بكلية القرآن الكريم فى طنطا، وهى الكلية الوحيد فى مصر والشرق الأوسط لكى يخدم القران، ويحلم أن يصبح أستاذا جامعيا، يفسر القرآن الكريم وقدوته فى ذلك الشيخ "محمد متولى الشعراوى" ويتمنى أن يكون مثل كبار القراء وعمالقة دولة التلاوة القديمة، وأنه يسمع دائما للمدرسة القديمة فى التلاوة ومثله الأعلى الشيخ المنشاوى صاحب الصوت الباكى.

ويشير " احمد" أن والده تحمل كثيرا من الصعوبات حتى يحصل على المركز الأول فى المسابقات التى يشارك فيها، لانه يتنقل به بين المدن والمحافظات لكنه لم يشعر بأى معاناة لوجود أسرته معه وتشجيعه على حفظ القرآن الكريم، منوها أنه مدين بالفضل لكل من ووالديه حيث قدما له كل العون لكى يحفظ كتاب الله، وكذلك شيخه ومحفظه الشيخ أحمد عبد العال، الذى حفظ القرآن علىه، وكذلك الشيخ محمد الزعيم، الذى درس عليه التجويد، وأعطاه إجازة فى رواية الإمام عاصم من طريق الشاطبية

 وقال والده الذى يعمل مدرس بالأزهر، أ أن " أحمد" نجله الأكبر وتعرض لنقص أكسجين بالحضانة أثناء ولادته، مما أصابه بإعاقة حركية تامة، ووهبه للقرآن الكريم فى الرابعة من عمره، وأتم الحفظ كاملا فى الحادية عشر، كما درس علوم التجويد، وشارك فى مسابقات كتير حصل مركز اول، وتم تكريمه من قبل الدكتور أسامة الأزهرى، وأنه يفخر به لكونه نموذجا يحتذى به فى العزيمة والارادة فضلا عن تفوقه دراسيا.