يبدو أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هو أحد الزلازل الأكثر دموية خلال هذا العقد، حيث أدى إلى مصرع أكثر من 6 آلاف شخص فضلًا عن إصابة آلاف آخرين.

ضرب زلزال يوم الاثنين جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية، بقوة بلغت 7.8 درجة على مقياس ريختر، بسبب اهتزاز على عمق حوالي 18 كيلومترًا تحت سطح الأرض، فكانت هزة أرضية عنيفة انهارت بسببها آلاف المباني والناس نيام، وفقًا لوكالة رويترز.

من المتوقع ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين بسبب الكثافة السكانية العالية في المنطقة، خاصة أن بينهم عدد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مساكن بدائية مؤقتة أو أقل قوة من المباني الخرسانية.

ما سبب حدوث زلزال تركيا؟

تتكون قشرة الأرض من أجزاء منفصلة، تسمى الصفائح وتتجمع جنبًا إلى جنب، غالبًا ما تحاول هذه الصفائح التحرك ولكنها تُمنع بفعل الاحتكاك بألواح أخرى مجاورة.. لكن في بعض الأحيان يتراكم الضغط حتى تنقلب إحدى الصفائح فجأة، مما يتسبب في طاقة هائلة تتسبب في تحرك السطح، أو القشرة الأرضية.

وتقع تركيا في منطقة نشطة زلزاليًا تُسمى منطقة صدع شرق الأناضول، لكنها لم تنشط منذ ما يزيد عن 200 عام، ولم يظهر من خلالها أي علامات تحذيرية، وبالتالي كان مستوى التأهب أقل من المناطق التي تعتاد على التعامل مع الهزات الأرضية.

في المنطقة التي حدث فيها الزلزال تلتقي 3 صفائح تكتونية، هي الصفيحة العربية والأناضولية والإفريقية، هذه الصفائح عندما تضغط على بعضها تحدث احتكاكًا وضغطًا ينطلق على شكل زلازل، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

الصفيحة العربية سبب زلزال تركيا

الصفيحة العربية تضغط صفيحة الأناضول شمالًا بقرابة 11 ملم سنويًا، لذلك فإن تركيا -التي تقع صفيحة الأناضول- تتعرض للضغط باتجاه الغرب.

تعني هذه الحركة أن تركيا لديها صدعين رئيسيين حيث تنشأ الزلازل.. صدع شمال الأناضول الذي يبلغ طوله 930 ميلًا وصدع شرق الأناضول الذي يبلغ طوله أكثر من 300 ميل.

لكن عدم حدوث زلازل كبيرة مؤخرًا في القرن الماضي على طول هذا الصدع، جنبًا إلى جنب مع الحركة باتجاه الشمال للصفائح العربية، كان يعني وجود إجهاد مكبوت في المنطقة.. لذلك حدث الزلزال فيما يُعرف باسم الزلزال التكتوني، وهو أعنف أنواع الزلازل وأكثرها تدميرًا، وفقًا لـBBC.

توابع زلزال تركيا.. هل انتهى الأمر؟

تسببت توابع زلزال تركيا في 13 هزة ارتدادية كبيرة بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر، وذلك في الـ11 ساعة الأولى من الزلزال الأول.

خلال هذه الساعات، وبعد 9 ساعات فقط من الزلزال الرئيسي، ضرب تركيا زلزال قوي آخر بقوة 7.5 درجة، ورغم أن العلماء كانوا يدرسون ما إذا كان ذلك بمثابة توابع، فإنهم اتفقوا على أن الزلزالين مرتبطين.

يشير الخبراء إلى أنه من المتوقع بالتأكيد المزيد من توابع الزلزال، بالنظر إلى حجم الصدمة الرئيسية، وقد تستمر التوابع في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

لماذا كان زلزال تركيا مدمرًا إلى هذا الحد؟

كان لزلزال تركيا العنيف مدمرًا بسبب مجموعة من العوامل تتمثل في توقيته وموقعه، لكن ليست قوة الهزة الأرضية فقط تسببت في الدمار.

وقع الحادث في الساعات الأولى من الصباح، عندما كان الناس في الداخل نائمين، كما أن متانة المباني عامل مهم أيضًا.. فالبنية التحتية المقاومة للزلازل غير مكتملة في جنوب تركيا وخاصة في سوريا، حيث كانت المباني تسقط طوابقها العليا مباشرة على الطوابق السفلية، ما يشير إلى أن المباني لا تستطيع امتصاص الاهتزاز.

يؤكد الخبراء أن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن في الغالب على مدى الاستعداد وإمكانية الاستجابة للزلازل، وفقًا لوكالة رويترز.