الارشيف / اقتصاد / صحيفة اليوم

فرصة هامة للتغيير

شهر .. هذا الضيف العزيز على قلوبنا والذي ننتظر قدومه من السنة إلى السنة يجب على كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يحققوا المقاصد العظيمة التي من أجلها فرض الله علينا صيامه، فاستغله أفضل استغلال؛ لأنه وبحق فرصة إيمانية عظيمة للتقرب إلى رب البريات فترق به القلوب وتفتح لنا أبواب القبول، ونستطيع أن نقول إن شهر رمضان هو شهر التغيير لبعض العادات والسلوكيات إلى الأفضل فلا نغفل وننشغل عنه بغيره من لصوص الوقت كالجوالات وغيرها من الملهيات والتي تضيع علينا أهم أيام السنة والتي فيها المنهل العظيم الذي يعيننا ويقوينا على أداء الصالحات ويمدنا بالغذاء الروحي لنتحمل مشقات الحياة.
ومن منظور علمي نجد أن رمضان قادر على جعلك تستحدث الكثير من العادات التي لم تعتد عليها طوال العام فهو قادر على تعويدك على الإحسان والتمرن على ذلك بشكل يومي طيلة الشهر وكذلك يجعلك قادرا على المبادرة بالطاعات وتوطين النفس وتهيئتها على الصيام بقوة ونشاط، فالصيام تمرين للنفس يمنحها القوة التي ترقى بها إلى أشرف المكارم والفضائل ويعطيها العزيمة النافذة للذود عن الحق ومكافحة الباطل.
إن سعادة الحياة وبهجتها واطمئنان النفوس تأتي لأهلها إذا ما اجتهدوا وبذلوا الطاعات والقربات في سبيلها؛ لذا يجب التخطيط لذلك حتى لو تطلب الأمر أن تحضر ورقة وقلما أو تسجل على جوالك أهم الأهداف التي تريد أن تحققها في هذا الشهر الفضيل لتحقيق السعادة التي تصل بك إلى بهجة الحياة في رمضان وبعد رمضان فلن تستفيد من رمضان بأكبر قدر دون تخطيط واع وإرادة قادرة على تنفيذ المخطط مستعينة بالله أن يعينها على ذلك، كما أن رمضان يعتبر دورة علمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى يعمل على تقوية الإرادة وقوة الإرادة هي ما نحتاجه لتغيير العادات والتي تعتبر من أشق الأمور وأصعبها وذلك لأن تغييرها يعني تغيير الحياة للأفضل، إن شهر رمضان هو الشهر الذي يمد الأرض وما عليها بالخير والبركات وبه تنشرح الصدور وتقضى مطالب وحوائج المسلمين إذا قاموا باستغلال أوقاته الاستغلال الصحيح بعيدًا عن العادات والشهوات حتى يختم الشهر بطاعة الرحمن، فهو شهر النور الذي جاء لينير قلوبنا وينير مساجدنا وظلمة ليالينا ويجدد الإيمان في أعماقنا فيجب أن تتفتح له القلوب لقبول الخير كالأرض الخصبة التي تنتظر نزول ، وحتى لا يظن ظان أن هذا الشهر جاء للامتناع عن الطعام والشراب دون أن يكون لذلك أثره في إصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق والتمسك بالمعاني السامية أو بدون أداء الصالحات وما افترضه الله علينا فيه من فرائض فهو مخطئ فالصيام والعمل الصالح وجهان لعملة واحدة وإلا سوف ينطبق علينا الحديث الصحيح عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: رُبَّ صائم لا يناله من صومه إلا الجوع والعطش.
ففي الحديث ما يرشدنا إلى أن الصوم في حد ذاته غير كافٍ إذا لم يبتعد المسلم عما نهى الله عنه وفي هذا ترغيب للصائم في حفظ صومه عما يفسده أو ينقص من الأجر والثواب، كالغيبة والكذب والنميمة وغيرها من مفسدات الصيام لأن العاقل لا يرضى بمجرد الجوع والعطش، فينبغي له أن يحفظ أعماله عما يؤدي إلى الضياع أو يقود إلى المعاصي والرذائل.
وخلاصة القول: نستطيع أن نقول إن يومك في رمضان مختلف عن يومك في باقي أيام السنة فلا تضيعه فهو فرصة عظيمة لاستبدال العادات السيئة وإدخال عادات حسنة لتشكيل حياتك مجددا وتنزع من النفس خواطر السوء ويربي فيك ملكة الصبر ومغالبة طغيان الشهوات وبهذا تستطيع أن تصل إلى أسمى المنازل وتحصل على أعلى الأوسمة الربانية التي تشرح صدرك وتطمئن خواطرك فتعينك على مهام وصعاب الحياة.
@Ahmedkuwaiti

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا