الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة اليوم

ليالي تعيد ذكريات سكان الديرة ودخنة والشميسي في

عادت الذاكرة بعدد من سكان أحياء الرياض القديمة إلى سنين خلت؛ مستذكرين وطقوسه، التي لم تصمد أمام المتغيرات الحديثة.

يذهب رمضان ويأتي آخر ويظل الحنين ديدن كل جيل؛ لاسيما كبار السن وهم يروون حكايات الماضي الجميل بكل شغف.

يجمع سكان أحياء الديرة ودخنة والشميسى، ملتقاهم " ثلوثية المصمك" التي تعقد مساء الثلاثاء من كل أسبوع أمام باحة قصر المصمك في وسط العاصمة، للحديث عن ذكريات رمضان.

رمضان في الماضي

يقول رحمة الله أحمد، أحد سكان حي الديرة القدامى بعد أن استدعى ذاكرته: "كنا نتلقف أخبار دخول شهر رمضان من إذاعة طامي"، مستذكراً أول صيام له حينها كان شهر رمضان في فصل الشتاء.

وقال: "لم أشعر بالظمأ على الرغم من عدم وجود المكيفات آنذاك، أما الإفطار فيكون بعد سماع دوي المدفع إيذاناً بغروب الشمس، وكانت المائدة متواضعة جداً مقارنة بما نشاهده اليوم، وأهم ما فيها الفول الذي نجلبه من دكان بالحلة، أما بقية الليل فأقضيه في دكانٍ لخياطة الملابس يملكه والدي حتى قبيل السحر".

إذاعة

يقول فهد بن صالح الخليف، أحد مؤسسي ثلوثية المصمك: "كنا نفطر بعد سماع المدفع، وأحياناً نسمع صوت أذان ابن ماجد الذي يصدح في جميع أحياء الرياض من جامع الإمام تركي بن عبد الله، وبعد الإفطار تلتم الأسرة للاستماع للمسلسلة اليومية (أم حديجان) من إذاعة الرياض، فكان ما يقدمه من شخصيات متعددة الفنان عبدالعزيز الهزاع، بالنسبة لنا آنذاك منتهى الدرامي والكوميدي".

وعن الأنشطة الشبابية في ذلك الوقت قال الخليف: "كنا نشترك في مباريات لكرة القدم تقام في الحواري، بعد صلاة ، وأحياناً بعد العصر، وكان النشاط الرياضي في أحياء الرياض آنذاك في أشد أوجّه، ثم انتشرت بعد ذلك المقاهي أو الكازينوهات، فكان الشباب يأمونها من أجل لعب كرة الطاولة والشطرنج وغيرها".

مساءات رمضان

يذكر محمد بن عبدالله الحوطي، أحد سكان حي دخنة، أنه ووالده وإخوانه كانوا يعتنون بإفطار الصائمين في المسجد القريب من منزلهم، ومن العادات التهادي وتبادل الأكلات فمن أولم أو طهى طعاماً أهدى لجيرانه منه، وللأسف فقد توارت اليوم هذه العادة رغم أبعادها الإنسانية وما تشيعه من محبة.

ويضيف: "كنا في مساءات رمضان نخرج مع مجموعة من الشباب من أبناء حارتنا لبعض شوارع الرياض المتطورة بمقياس ذلك الزمان مثل شارع الشميسي وشارع الثميري، من أجل التسوق وشراء الأطعمة التي كانت ظاهرة جديدة على المطبخ المحلي مثل البليلة والآيسكريم وغيره".

تبادل أطباق الطعام

ذكر يحيى مفرح زريقان، مؤرخ ثقافي وفني ومن سكان حي الشميسي القدامى، عادة تبادل أطباق الطعام بين الجيران في رمضان قديماً، وأن الأطفال هم حلقة الوصل بين بيوت الحارة، وبعد أداء صلاة التراويح يجتمع الرجال في مكان في الحي يسمونه "البرحة "، لتبادل أحاديث السمر وسرد القصص.

وأضاف: كانت الأسر تتفقد بعضها وتتواصى فيما بينها على التعاون والمحبة والإخاء، تلك أيام عشناها، وهذه أيام ندعو الله أن تكتمل بالطاعة والخير على الجميع.

يذكر أن ثلوثية المصمك أقيمت بجهود فردية، ويشرف عليها مؤرخ أحياء الرياض القديمة محمد بن عبد الله الحوطي ومعه مجموعة من المهتمين بتاريخ الرياض القديم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا