الارشيف / فيديو / العين الاخبارية

"كريدي سويس".. من أزمة ثقة إلى مصدر إزعاج لمناخ الأعمال بسويسرا

يهدد الاستحواذ الطارئ لمجموعة "يو بي إس" على "كريدي سويس" بتقليص خيارات التمويل بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير.

وذلك بعد انهيار البنك السويسري الداعم لريادة الأعمال والذي يعود تاريخه إلى 166 عاماً مضت.

في حين أن البنوك الإقليمية والتعاونية الأصغر حجماً تشكّل قوة موازية لبنك "يو بي إس" على صعيد الخدمات المصرفية للأفراد وسوق الرهن العقاري في سويسرا، إلا أن "كريدي سويس" حظي بمكانة ريادية في السوق من حيث توفير خدماته لتلبية الاحتياجات الأكثر تعقيداً للشركات.

يجعل هذا الوضع وحدة الخدمات المصرفية السويسرية المربحة بمثابة استحواذ ثمين بالنسبة إلى "يو بي إس"؛ حيث قال كولم كيليهر، رئيس مجلس الإدارة، خلال الإعلان عن صفقة بقيمة 3 مليارات دولار يوم الأحد الماضي إنه مصمم على التمسك بهذه الوحدة. وعلى الرغم من تركيز السياسيين والمستثمرين المحليين على مسألة عدم منح بنك واحد هيمنة كاسحة في السوق المحلية، إلا أنه لا يزال هناك دعم محدود من قبل الجهات التنظيمية للمحافظة على استقلالية أعمال الوحدة السويسرية.

صفقة إنقاذ تُضعف القطاع المالي السويسري

من جانبه، قال توبياس سترومان، أستاذ تاريخ الاقتصاد بجامعة زيورخ: "هذه ليست نهاية تمويل الشركات في سويسرا، ولكن من منظور المنافسة، فإن فكرة دمج وحدة كريدي سويس السويسرية ليست فكرة جيدة للغاية. يُشكّل هذا الأمر بالفعل نقطة الضعف في هذه الصفقة. كان كريدي سويس الأفضل في هذا المجال".

حظي "كريدي سويس" بمكانة رائدة في النشاط المصرفي الاستثماري المحلي بسويسرا من حيث قيمة الصفقات لمدة عقد على الأقل. يشير ذلك إلى دور البنك الأصلي وهو ""شفايتسريشيه كريديت أنشالت"، الذي أسّسه رائد السكك الحديدية ألفريد إيشر في عام 1856 بهدف تمويل التوسع الصناعي في البلاد.

وتعد الوحدة المصرفية المحلية نسخة مصغرة للمجموعة نفسها من عدة نواحٍ، من خلال خدمات التجزئة المصرفية والخاصة والشركات والبنوك الاستثمارية.

وفي العام الماضي، قاد المصرفيون في وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية التابعة للبنك السويسري عمليات الاندماج والاستحواذ بالإضافة إلى أسواق الديون ورأس المال، مما ساعد على جمع الأموال لمؤسسات مثل "نستله" الشركة متعددة الجنسيات المتخصصة في الأغذية، وشركة الأدوية العملاقة "روش هولدينغز".

في استطلاع أُجري على الصعيد الوطني، ونُشر يوم الجمعة الماضي، قال معظم المشاركين إنهم لا يؤيدون اندماج البنكين، فيما رأى ثلاثة أرباع المشاركين بالكامل أنهم يعتقدون أن القطاع المالي السويسري ككل سيضعف بسبب الصفقة.

وفي أعقاب الصفقة، حذرت شركة صناعة المواد الكيميائية المتخصصة "كلاريانت" من أن الاستحواذ سيقلص المنافسة بالخدمات المصرفية للشركات في البلاد، مما يؤدي إلى قوة تسعير أكبر لـ"يو بي إس" في القطاعات التي لا تستفيد من خدمات البنوك السويسرية الأصغر حجماً بشكل جيد.

وقالت "كلاريانت" هذا الأسبوع: "ليس من الجيد بالتأكيد وجود بنك كبير واحد في الوقت الحالي".

قدر المحللون قيمة "سويس يونيفرسال بنك" التابع لـ"كريدي سويس" بنحو 10 مليارات فرنك سويسري (10.9 مليار دولار)، أي ثلاثة أضعاف ما دفعه "يو بي إس" للبنك بأكمله.

وأوضحت "كلاريانت" أنها عملت مع كلٍ من "كريدي سويس" و"يو بي إس" في منافسة، وقد تشارك بشكل أوثق مع البنوك السويسرية الأخرى في المستقبل. يكمن جزء من المشكلة في أن مؤسسات الإقراض الصغيرة تلك تفتقر إلى الخبرة في تمويل الشركات، وفقاً لأستاذ تاريخ الاقتصاد "سترومان".

من جانبها، ردّدت شركة "ستادلر ريل" السويسرية لصناعة القطارات تحذير "كلاريانت" يوم الخميس قائلة إن استحواذ البنك سيؤدي إلى تقليص المنافسة. وأشارت الشركة إلى أنه سيتعين على "ستادلر" تحويل المزيد من أعمالها السويسرية إلى بنوك أجنبية كبيرة على المدى الطويل، مما سيكلف الوظائف المحلية.

قال "سترومان" إن استحواذ "يو بي إس" على "كريدي سويس" سيوفر فرصة للبنوك الأجنبية للتوسع في تمويل الشركات السويسرية. وفي الوقت نفسه، سيزداد الضغط من أجل فصل الأعمال المحلية لبنك "كريدي سويس"، خاصة مع إجراء الانتخابات في وقت لاحق من العام الجاري. قد يدفع ذلك في "يو بي إس" إلى جني الأموال من استثمار يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره ضار لسوقه المحلي.

أضاف "سترومان": "فيما يتعلق بتهدئة الأسواق العالمية، كان هذا هو الحل الأفضل. من منظور المنافسة داخل سويسرا، كان هذا ثاني أفضل حل".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا