تتجه النيابة العامة الفيدرالية في أمريكا لاتهام الرئيس السابق والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية العام القادم، دونالد ترامب، في قضية الوثائق السرية.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية أن النيابة العامة أبلغت دفاع ترامب الإثنين الماضي، أن موكلهم موضع تحقيق بتهمة الاستيلاء على وثائق "سرية للغاية" عقب مغادرته البيت الأبيض مطلع 2021.

وتجتمع هيئة محلفين فيدرالية كبرى في فلوريدا للبت في التحقيق المجرى حول قضية الوثائق السرية، حسب ما تنقله وسائل إعلام أمريكية، فيما ينتظر ترامب قرارها.

موقف ترامب

جرى تسمية ترامب "هدفًا" Target في قضية الوثائق السرية، ما يعني أنه متهم بارتكاب جريمة بشكل مباشر.
وبحسب ما تنقله شبكة "سي إن بي سي" فإن المتهمين مثل ترامب، يرسل إليهم خطابات للإدلاء بشهاداتهم أمام هيئة المحلفين الكبرى قبل توجيه الاتهام إليهم.

وأبلغ المدعون العامون محامو ترامب في اجتماع يوم الإثنين الماضي أن موكلهم هدفا للتحقيق في الوثائق السرية.

يأتي ذلك بعد أن حصل المدعون العامون على تسجيل صوتي لترامب يعترف فيه بالاحتفاظ بوثيقة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، ما يزيد من احتمالية اتهامه، حسب ما تنقل هيئة الإذاعة البريطانية.

حلفاء ترامب يتخلون عنه

مع كثرة مشاكل ترامب القانونية، بدأ أعضاء من الحزب الجمهوري في مطالبتهم بالتخلي عن ترامب ودعم مرشح جديد للرئاسة الأمريكية.

وبحسب ما تنقله The Economist فإن نهاية العام الماضي شهد تراجع ممولي الحزب عن دعم ترامب، بمن فيهم ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، الذي أبدى رغبته في تغيير ترامب.

وأكد على موقفه توماس بيترفي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة Interactive Brokers، حين أعلن أن الحزب بحاجة إلى وجه جديد.

كما وصف كين جريفين، الرئيس التنفيذي لـ Citadel، ترامب بالخاسر، ومع ذلك فقد حصل ترامب في إبريل الماضي على تأييد 48% من الجمهوريين لترشحه للرئاسة، حسب رويترز.

وفي ظل الاتهام الجديد الموجه لترامب، ظهر آخرون يعلنون تخليهم عنه، مثل حاكم أركنساس السابق آسا هاتشينسون، الذي غرد عبر تويتر قائلًا: يجب أن يوضح الحزب الجمهوري أنه لن يتعهد بدعم مرشح إذا ثبتت إدانته بالتجسس أو في جناية خطيرة، دونالد ترامب هدف لتحقيق جنائي مستمر وعليه التنحي جانباً ووضع مصلحة البلد فوق ترشيحه.

قضية ترامب والانتخابات

قانونيًا، لا توجد أي عقبات أمام ترامب للترشح للانتخابات حتى لو أدين في إحدى قضاياه وجرى سجنه، إذ لا يشترط الدستور الأمريكي نظافة سجل المرشح.

بحسب "بوليتكو" فإن عددًا من المدانين ترشحوا للرئاسة سابقًا بالفعل، ومنهم المرشح يوجين دبس، الذي نال مليون صوت تقريبًا وهو في السجن، أي ما يُعادل 3% من مجمل أعداد المقترعين، وكان يقضي عقوبة فدرالية 10 سنوات لحثّه الناس على رفض تخفيض الرواتب المرتبط بالحرب العالمية.

لكن بالنسبة لترامب فإن العقبة ستكون في إعاقه حملته الانتخابية التي يحتاج إلى التركيز فيها بشدة، لكسب ثقة الأمريكيين في مواجهة خصمه، جو بايدن.
وبحسب ما ينقله موقع "بزنس انسايدر" فإن محاكمات ترامب ستكون مشتتًا كبيرًا له خلال وقت استعداده لحملته الانتخابية، ما قد يصب في مصلحة خصومه.