أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أنه على مدى أربعة عقود، كانت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) ركيزة أساسية في مسيرة دبي التنموية، ونموذجاً رائداً في ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
وأضاف سموه: «نفتخر بما حققته موانئ دبي العالمية من خلال (جافزا)، ليس فقط في دعم التنويع الاقتصادي وتوسيع قاعدة الاستثمار، بل في مساهمتها الفاعلة في بناء منظومة اقتصادية مرنة، تواكب التحديات العالمية، وتُسهم في نمو سلاسل الإمداد والتجارة عبر تمكين الشراكات الدولية. ونتطلع إلى دور أكبر لـ(جافزا) في دفع مسيرة النمو الاقتصادي الشامل في دبي ودعم حركة التجارة العالمية، من خلال منظومة فريدة تجمع بين الابتكار والخدمات الشاملة والربط البري والبحري والجوي».
جاء ذلك بمناسبة احتفال المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، المنطقة الحرة الرائدة التابعة لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، هذا العام، بمرور 40 عاماً على تأسيسها، لتكمل بذلك أربعة عقود من الشراكة في تعزيز التجارة، ودعم توسع الأعمال العالمية، وتعزيز التنويع الاقتصادي في إمارة دبي، لتصبح «جافزا» نموذجاً يُحتذى به عالمياً في إنشاء المناطق الحرة.
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «إن احتفالنا بمرور 40 عاماً على تأسيس (جافزا) هو احتفال بإنجازات وطنية عابرة للحدود، وبروح الريادة التي قادت دبي لتقديم نموذج تنموي مستدام ومُلهم للعالم. مستمرون في بناء مستقبل قائم على الابتكار والشراكة والانفتاح، بما ينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لترسيخ مكانة دبي كمنصة عالمية لصناعة الفرص، وتعزيز جاهزيتها للمستقبل، بفضل مؤسساتها الرائدة وإنجازاتها المتميزة».
وقال سموه في تدوينة على موقع «إكس»، أمس: «قبل 40 عاماً، بدأت إحدى قصص النجاح الكبرى في دبي مع تأسيس المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) عام 1985، والبداية كانت بـ19 شركة فقط، واليوم تضم (جافزا)، التابعة لمجموعة موانئ دبي العالمية، أكثر من 11000 شركة من 157 دولة، وجذبت (جافزا) استثمارات تجاوزت 110 مليارات درهم خلال الـ20 عاماً الماضية، ويعمل ضمنها اليوم أكثر من 160 ألف موظف. نبارك للأخ سلطان بن سليم وفريق عمله المبدع على هذه الإنجازات الاستثنائية، ونتطلع إلى دور أكبر لـ(جافزا) وجبل علي في دفع مسيرة النمو الاقتصادي الشامل في دبي ودعم حركة التجارة العالمية، من خلال منظومة فريدة تجمع بين الابتكار والخدمات الشاملة والربط البري والبحري والجوي».
شعار خاص
وبالتزامن مع هذه المناسبة المتميزة، كشفت «جافزا» عن شعار خاص، وحرصت على تنظيم أنشطة مجتمعية، وفعاليات ومبادرات على مستوى القطاع، لإشراك المتعاملين والشركاء التجاريين على مدار العام.
يُذكر أنه في السادس من مايو 1980، أصدر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أول قانون لإنشاء منطقة حرّة في جبل علي، لتنطلق معها رؤية مستقبلية سبّاقة ستشهد تطوير أحد أكثر المشاريع الاقتصادية طموحاً في المنطقة، وبحلول عام 1985 تأسّست المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) رسمياً، بموجب مرسوم صادر عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتصبح بذلك أول منطقة حرّة مخصّصة في الشرق الأوسط.
شريك مهم
وخلال العقدين الأخيرين، رسّخت «جافزا» دورها في تعزيز الاستثمار والنمو، حيث استقطبت أكثر من 110 مليارات درهم من الاستثمارات، وتسهم اليوم بنسبة 36% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي، بجانب منظومة جبل علي المتكاملة. وتواصل «جافزا» دورها المحوري في دعم الاستراتيجيات الوطنية الكبرى بما في ذلك أجندة دبي الاقتصادية D33 و«مشروع 300 مليار» و«اصنع في الإمارات».
ومن نواة صغيرة تضم 19 شركة فقط في عام 1985، تحوّلت «جافزا» إلى واحدة من أكبر المناطق الحرة في العالم، تحتضن اليوم أكثر من 11 ألف شركة من 157 دولة، بينها أكثر من 100 شركة مُدرجة في قائمة «فورتشن 500».
وفي عام 2024 وحده، أسهمت «جافزا» بدور محوري في تحفيز التجارة غير النفطية لدبي، من خلال تسهيل تعاملات تجارية بلغت قيمتها أكثر من 713 مليار درهم، بزيادة سنوية لافتة بلغت 15% مقارنة بعام 2023. كما شكّلت المنطقة الحرة 74% من الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارة ضمن قطاعات التصنيع والتجارة والنقل في عام 2023.
واليوم، تمتد البنية التحتية المتطورة لـ«جافزا» على أكثر من 539 مليون قدم مربعة، وتوفر ربطاً متعدد الأنماط عبر البحر والجو والبر. وبالتكامل مع ميناء جبل علي، الذي سجّل في العام الماضي ثاني أعلى أداء له خلال عقد، تُمثل منظومة «جافزا» والميناء معاً أحد أكثر المراكز اللوجستية تطوراً على مستوى العالم.
مركز للوظائف
وتبرز أهمية «جافزا» باعتبارها واحداً من أكبر مراكز التوظيف وتعزيز التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات، من خلال توفير ما يزيد على 160 ألف وظيفة داخل المنطقة الحرة في مجموعة واسعة من القطاعات، تمتد من الخدمات اللوجستية وقطاع السيارات، وصولاً إلى الصناعات الغذائية والتصنيع المتقدم.
وفي عام 2023، أسهمت كل من «جافزا» وميناء جبل علي في توفير أكثر من مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ما يعادل 27% من إجمالي الوظائف في الإمارة. وشملت هذه المساهمة نحو 40 ألف وظيفة للمواطنين الإماراتيين.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، سلطان أحمد بن سليّم: «تمثّل الذكرى الـ40 لتأسيس (جافزا) فرصة للاحتفاء بشركائنا من المتعاملين حول العالم، وبالرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة التي جعلت من دبي منارة للتجارة العالمية. وعلى مدى أربعة عقود من الاستثمار المتواصل في البنية التحتية والابتكار، رسّخت (جافزا) مكانتها كمحرّك حيوي للنمو، وباتت اليوم محوراً أساسياً لاقتصاد دبي. ومع دخولنا فصلاً جديداً من النمو، تواصل (جافزا) مسيرتها بكلّ ثقة، لمتابعة التوسع وتقديم نموذج يُحتذى به لمراكز (دي بي ورلد) الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم».
التزام عميق
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«دي بي ورلد» دول مجلس التعاون الخليجي، عبدالله بن دميثان: «يعود نجاحنا على مدار 40 عاماً إلى التزامنا العميق بدعم متعاملينا. في العام الماضي، شهدنا نمواً ملحوظاً تمثل في زيادة بنسبة 12% في عدد الشركات الجديدة التي انطلقت من (جافزا)، بينما يواصل ميناء جبل علي ريادته بين أفضل 10 موانئ في العالم. واليوم، تواجه الشركات تحديات متزايدة في التجارة الدولية، ولكن بفضل قاعدتنا الصناعية المتنوّعة، والربط متعدد الأنماط، وشبكتنا العالمية الواسعة، وخبرتنا العميقة، نقدم لمتعاملينا ميزة تنافسية فريدة. ونحن نحتفل بهذا الإنجاز، نوجه شكرنا العميق لمتعاملينا وللمجتمع المتنامي على اختيارهم جبل علي».
وأضاف بن دميثان، خلال لقاء مع وسائل الإعلام أمس، بمناسبة الذكرى الـ40 على بدء أعمال «جافزا»، أن المنطقة الحرة مع ميناء جبل علي يسهمان بنحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي.
وتابع: «لاحظنا زيادة في عدد الشركات في (جافزا) خلال الفترة الأخيرة، فمنذ ثلاث سنوات كان هناك 8000 شركة، بينما الآن تخطى العدد حاجز الـ11 ألف شركة»، لافتاً إلى أن المنطقة الحرة في جبل علي تتيح العديد من المزايا للشركات نظراً لقربها من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، فيما من المنتظر أن يتم أيضاً تشغيل قطار الاتحاد ما يجعل «جافزا» مكاناً مثالياً للاستفادة من شبكة النقل هذه، مشيراً إلى أن هذه المنظومة المتكاملة تتيح مزيجاً يجمع النقل البحري مع البري والجوي.
الشحن
وبيّن بن دميثان، أن زيادة السعة الخاصة بالشحن مع افتتاح مراحل أخرى من مطار آل مكتوم الدولي، ستحفز قطاع الأعمال في «جافزا»، لافتاً إلى أن زيادة عدد الشركات في المنطقة الحرة في جبل علي، لعب دوراً في ارتفاع حجم المناولة عبر ميناء جبل علي، فكلما زاد عدد الشركات انعكس ذلك على حجم المناولة، موضحاً أنه خلال عام 2024، شهد الميناء مناولة 15.5 مليون حاوية نمطية، بزيادة قدرها مليون حاوية عن عام 2023، ليسجّل بذلك أفضل أداء منذ عام 2015.
وأفاد بأن قطاع الأغذية والمشروبات في «جافزا» شهد نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، فيما من المنتظر أن تشهد المنطقة افتتاح المزيد من المنشآت والمصانع التي لاتزال في مرحلة الإنتاج، لافتاً إلى أن بعض الشركات تصدر منتجاتها إلى 60 دولة انطلاقاً من جبل علي، في حين تصل منتجات «جافزا» إلى مختلف الأسواق حول العالم بما في ذلك أسواق أوروبا وأميركا.
وبخصوص مدى تأثير التعريفات الجمركية على التجارة، قال بن دميثان، إن اتفاقيات الشراكة التي وقعتها الإمارات مع شركائها حول العالم والتي وصلت إلى نحو 20 اتفاقية، أسهمت بشكل كبير في تنشيط الحركة التجارية، ومثال على ذلك ارتفعت التجارة مع الهند بنسبة 15% بعد توقيع اتفاقية الشراكة.
استثمار كبير
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة، «دي دبي ورلد»، دول مجلس التعاون الخليجي، عبدالله الهاشمي، إن «جافزا» تواصل الاستثمار بشكل كبير في تطوير البنية التحتية، وخلال السنوات الثلاث المقبلة ستستثمر «جافزا» نحو 8.5 مليارات درهم، منها نحو مليار درهم لتحسين وتطوير البنية التحتية في المنطقة الحرة لجبل علي، و3.5 مليارات درهم لتطوير منتجات ومرافق لوجستية جديدة في المنطقة الحرة لتلبية احتياجات المستثمرين، إضافة إلى استثمار نحو 4.1 مليارات درهم لتطوير أسواق تخصصية وغيرها من المرافق.
وأضاف أن من أبرز المشاريع المقبلة مشروع «بهرات مارت»الذي انطلقت أعمال تنفيذه الشهر الماضي، وسيُفتتح رسمياً في العام المقبل، موضحاً أن المشروع يقام على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، وسيكون بمثابة بوابة تجارية تربط الشركات الهندية بـ150 وجهة بحرية و300 مدينة من خلال ميناء جبل علي.
وذكر أن الاستثمارات الجديدة في المنطقة الحرة، تستهدف مواكبة أجندة دبي الاقتصادية «D33» في مضاعفة حجم التجارة خلال العقد المقبل، مشيراً إلى أن «جافزا» تسهم في توفير المرافق، حيث تنضم جهود «جافزا» إلى جهود المناطق الاقتصادية الأخرى في توفير ما يحتاج إليه المستثمرون من مرافق.
طاقة استيعابية
وأفاد الهاشمي، بأن المنطقة الحرة في جبل علي، وفرت خلال السنوات الثلاث الماضية طاقة استيعابية تصل إلى نحو مليون قدم مربعة، من خلال مجمع «جافزا» اللوجستي - المرحلة الأولى، ومجمع «جافزا» اللوجستي - المرحلة الثانية.
ولفت إلى أن المنطقة الحرة خصصت استثمارات بقيمة 90 مليون درهم لتطوير المرحلة الثانية من مجمّعها اللوجستي، عبر إضافة أكثر من 360 ألف قدم مربعة تضمّ مرافق ومنشآت من الدرجة الأولى.
وأوضح أن نسبة الإشغال في مرافق «جافزا» عالية، حيث تراوح في المخازن بين 95 و100%، بينما تصل بالنسبة للأراضي المؤجرة إلى 92%، في حيل يصل إشغال المكاتب إلى 94%، مشيراً إلى أن المرافق التي تبنيها المنطقة الحرة تسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل مستمر.
وبيّن الهاشمي أن لدى «جافزا» مبادرات خاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة تتمثل في مركز لاحتضان هذه الشركات، وتوفر لها مكاتب وخيارات تأجير بسعر تفضيلي لمدة ثلاث سنوات لكي تبدأ الشركة أعمالها في السوق الإماراتية، مشيراً إلى أن العديد من هذه الشركات نجحت وتوسعت أعمالها في هذا الإطار، وأصبحت شركات كبيرة لها مخازن ومستودعات.
وقال: «لدينا العديد من الشركات التي تعمل منذ 40 سنة»، مضيفاً أن «(جافزا) لا تعتمد على قطاع محدد، وإنما هناك اهتمام وتركيز على مختلف المجالات، حيث شهدنا في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في قطاع السيارات، والتصنيع والاستيراد والتصدير».
مستقبل أكثر استدامة
تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، تركز «جافزا» على هدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2040، وصافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، وفي خطوة ملموسة نحو هذا الهدف، أصبح تشغيل المنطقة الحرة يعتمد بالكامل على الطاقة المتجدّدة، وفق معايير المنظمة الدولية لشهادات الطاقة المتجدّدة (I-REC) الصادرة عن هيئة كهرباء ومياه دبي.
ولي عهد دبي:
• «جافزا» ركيزة أساسية في مسيرة دبي التنموية، ونموذج رائد في ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
• «جافزا» جذبت استثمارات تجاوزت 110 مليارات درهم خلال الـ 20 عاماً الماضية، ويعمل ضمنها أكثر من 160 ألف موظف.
عبدالله بن دميثان:
• المنطقة الحرة مع ميناء جبل علي يسهمان بنحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.