أثار مقطع مصور تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التضليل، إذ زعم ناشروه أن الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب "الأمير النائم"، قد استعاد وعيه بعد غيبوبة استمرت قرابة عشرين عاماً.
الفيديو المرفق بالمنشورات أظهر رجلاً في مستشفى وسط أجواء من الفرح والاحتضان، مع تعليق نصي يقول: "الأمير النائم يستعيد حياته بعد 20 عاماً من الحادث.. بفضل والده الذي لم يتخلَ عنه".
الفيديو ليس للأمير النائم.. بل لرجل أعمال سعودي آخر
بالتحقق من حقيقة الفيديو، اتضح أنه لا يعود للأمير الوليد، بل يوثّق لحظة شفاء رجل الأعمال وبطل الراليات السعودي يزيد محمد الراجحي، بعد تعرضه لإصابة أثناء مشاركته في سباق "باها الأردن" في أبريل الماضي.
وقد أكدت الجهات الرسمية المرافقة لفريق "يزيد ريسينغ" حينها أن يزيد الراجحي نُقل إلى المستشفى كإجراء احترازي، وأن حالته كانت مستقرة وواعية تماماً، بعكس ما ورد في المزاعم التي رافقت الفيديو المتداول.
شاهدوا الفيديو المزيف لاستيقاظ الأمير النائم:
لم تقتصر الشائعات على الفيديو المزيف باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل تطور الأمر لتزييف العديد من المشاهد واللقطات لنشر شائعة استفاقته من غيبوبته، مع تسجيل منشورات تؤكد المعلومة المضللة عبر بعض الصفحات العالمية.
وأرفقت المنشورات بصور تُظهر الأمير وكأنه استيقظ لتوه من غيبوبته، مع لقطات اعتقد البعض أنها صحيحة، رغم تزييفها بالكامل.
غياب التحسن منذ سنوات.. الأمير لا يزال على أجهزة الإنعاش
الأمير الوليد بن خالد بن طلال، حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز، وُلد في أبريل 1989 ويبلغ اليوم 36 عاماً. دخل في غيبوبة عام 2005 بعد تعرضه لإصابة دماغية حادة نتيجة حادث سير بينما كان يدرس في كلية عسكرية بالمملكة المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، وُضع على أجهزة الإنعاش الصناعي في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، ويُغذى عن طريق أنبوب تغذية طوال هذه السنوات.
والده يرفض فصل الأجهزة: "لو أراد الله وفاته لكان في قبره"
في عام 2015، أوصى الأطباء بفصل أجهزة الإنعاش عنه نظراً للحالة المستقرة طبياً دون مؤشرات على الاستفاقة، لكن والده، الأمير خالد بن طلال، رفض القرار متمسكاً بالأمل في معجزة إلهية. وقد عبّر حينها عن موقفه قائلاً: "لو أن الله أراد له الموت في الحادث، لكان في قبره الآن".
إشارات بسيطة في 2019.. ثم صمت تام
في عام 2019، التقطت له تسجيلات تظهر حركات طفيفة، كرفع إصبعه أو استدارة رأسه، ما أشعل الأمل في تحسن حالته. إلا أن هذه الحركات لم تتطور، ولم تُسجل أي استجابة ملموسة منذ ذلك الحين، بحسب ما تداولته وسائل الإعلام المحلية.
ومع حلول يوم ميلاده في 18 أبريل 2025، شهدت منصة "إكس" (تويتر سابقاً) موجة من الدعوات والصلوات من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن أملهم في أن يستعيد الأمير وعيه. لكن بالتزامن، انطلقت حملة التضليل بالفيديو المذكور، الذي أربك الجمهور ودفع العديد من الحسابات للتحقق من صحته.
لا بيان رسمي يؤكد الاستفاقة
حتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية سعودية أو طبية تؤكد حدوث أي تقدم في الحالة الصحية للأمير الوليد. ولا توجد أي تقارير طبية منشورة تشير إلى أنه قد استعاد وعيه. وعلى الرغم من أن تداول مثل هذه الأخبار يعكس اهتماماً إنسانياً بالقضية، إلا أن إعادة نشر معلومات خاطئة يساهم في تضليل المتابعين ويزيد من معاناة الأسرة التي تعيش هذه الحالة المعقدة منذ عقدين.
ورغم مرور عشرين عاماً على الحادث، لا تزال قصة الأمير الوليد بن خالد بن طلال تُشكّل حالة إنسانية نادرة، يتابعها كثيرون حول العالم بشغف. ورغم ثبات حالته، إلا أن أسرته لا تزال تحتفظ بالأمل، فيما تذكّر قضيته الجميع بقوة الروابط العائلية، والإيمان الذي لا يتزعزع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.