عادةً ما ترغب الأمهات في معرفة عدد ساعات النوم المناسبة لأطفالهن في كل مرحلة عمرية، إذ يمر الأطفال خلال سنواتهم الأولى بعدة تحولات تطورية، وتتفاوت احتياجاتهم من النوم باختلاف أعمارهم. فعدد الساعات التي يحتاج إليها الطفل للنوم تتناقص تدريجيًا من الولادة حتى المراهقة، غير أن الحصول على قسط كاف من النوم يظل ضروريًا لنموهم الجسدي والعقلي والنفسي في كل مرحلة.
يقول الدكتور فيشال شاه، اختصاصي نوم الأطفال: «بصرف النظر عن عمر الطفل، فإن النوم الكافي أمر بالغ الأهمية لتطوره الصحي».
تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين ينعمون بنوم جيد يتمتعون بقدرة أفضل على الانتباه والتعلم، ويتحسن سلوكهم وصحتهم النفسية والجسدية وجودة حياتهم عمومًا.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بعدد محدد من ساعات النوم يوميًا لكل فئة عمرية، بدءًا من حديثي الولادة حتى المراهقين. إليك تفصيل ذلك بحسب الأعمار:
1- حديثو الولادة (من أول العمر إلى 3 أشهر):يحتاج حديثو الولادة إلى 11 – 17 ساعة من النوم يوميًا، موزعة على مدار اليوم والليلة. في هذه المرحلة لا يكون لدى الطفل ساعة بيولوجية منتظمة، فلا يفرق بين الليل والنهار، ويستيقظ وينام عدة مرات بلا نمط محدد. لذلك، لا توجد توصية قياسية دقيقة بعدد ساعات النوم لهذه الفئة، بل تختلف بين طفل وآخر. ومع اقتراب الطفل من عمر ثلاثة أشهر، يبدأ بالنوم ساعات أطول ليلًا ويقل نومه نهارًا.
2- الرُضع (4 – 12 شهرًا):في هذا العمر، يبدأ الطفل التمييز بين الليل والنهار تدريجيًا، وتتكون لديه دورة نوم أكثر انتظامًا. يُوصى بأن ينام الرضيع 12 – 16 ساعة يوميًا، تشمل نوم الليل والقيلولات خلال النهار. ينام معظم الرضع 6 – 8 ساعات ليلًا، وتتوزع بقية الساعات على قيلولة أو اثنتين، وأحيانًا ثلاث قيلولات. بدايةً من الشهر السادس، لا يحتاج معظم الأطفال الأصحاء إلى الرضاعة الليلية، ويمكن البدء بفطامهم عنها تدريجيًا.
3- الأطفال الدارجون (12 – 24 شهرًا):عندما يبدأ الطفل المشي والتكلم، تتغير احتياجاته من النوم. يُوصى بأن ينام الطفل في هذا العمر 11 – 14 ساعة يوميًا. يزداد عدد ساعات النوم المتواصلة ليلًا، في حين تقل القيلولات غالبًا إلى مرة واحدة نهارًا تمتد من ساعة إلى ساعتين. في هذا السن، يحب معظم الأطفال الروتين، وينصح الدكتور شاه بوضع حدود لطيفة لكن ثابتة، مع الالتزام بروتين منتظم قبل النوم، إلى جانب استخدام التعزيز الإيجابي لمساعدتهم على النوم.
4- مرحلة ما قبل المدرسة (3 – 5 سنوات):يبدأ معظم الأطفال بالتخلي عن قيلولة النهار، ويعتمدون أكثر على النوم الليلي. قد ينام بعضهم نهارًا في أيام معينة فقط. التوقف عن القيلولة لا يعني تقليل إجمالي عدد ساعات النوم، بل قد يكون من المناسب تقديم موعد نومهم الليلي لتعويض النقص. يُوصى بأن يحصل الطفل في هذا العمر على 10 – 13 ساعة من النوم يوميًا.
5- الأطفال في سن المدرسة (6 – 12 سنة):مع بدء المرحلة الدراسية، يصبح التعلم أولوية في حياة الطفل. لضمان التركيز والانتباه في الفصول الدراسية، يُوصى بأن ينام الطفل 9 – 12 ساعة يوميًا. فالنقص في عدد ساعات النوم قد يؤدي إلى ضعف التركيز، ومشكلات سلوكية، وصعوبات في التعلم، ما ينعكس سلبًا على أدائه الدراسي وتفاعله الاجتماعي.
6- المراهقون (13 – 18 سنة):يُوصى بأن ينام المراهق 8 – 10 ساعات يوميًا، مع أن كثيرين منهم لا يحققون هذا المعدل. فالواجبات المدرسية، والأنشطة الاجتماعية، واستخدام الأجهزة الإلكترونية حتى وقت متأخر، كلها تسهم في تقليص عدد ساعات نومهم. يُحذر الدكتور شاه من أن الحرمان المزمن من النوم قد يؤدي إلى التعب المستمر، وانخفاض النشاط، وتدهور الصحة النفسية والجسدية.
كيف نحدد وقت النوم؟ينصح الدكتور شاه باستخدام قاعدة حسابية بسيطة: «ابدأ بتحديد وقت الاستيقاظ المطلوب، ثم احتسب عكسيًا عدد الساعات المناسب لعمر طفلك، تحصل على وقت النوم الأمثل».
تساعد هذه الطريقة على وضع روتين نوم منتظم يضمن للطفل الحصول على كفايته من الراحة.
لماذا النوم مهم إلى هذا الحد؟يقول الدكتور شاه: «النوم أفضل دواء، فهو مجاني، وآمن، ولا يتطلب وصفة طبية!».
من فوائد النوم الكافي للأطفال:
- تعزيز الانتباه والذاكرة
- تحسين السلوك والتعلم
- تنظيم المشاعر
- دعم الصحة النفسية والجسدية
- تحسين جودة الحياة عمومًا
على هذا، فإن مساعدة أطفالنا على النوم الجيد لا تقل أهمية عن تغذيتهم أو تعليمهم. فالنوم ليس رفاهية، بل ضرورة للنمو والتطور، وكل ساعة نوم تُعد استثمارًا مباشرًا في صحتهم ومستقبلهم.
اقرأ أيضًا:
هل تريد أن تشعر بتحسن؟ 46 دقيقة إضافية من النوم قد تكون كل ما تحتاجه
دخول هذه المرحلة من النوم قد يقلل خطر الإصابة بالخرف!
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
