يبدأ عرض فيلم 28 Years Later في دور السينما بالمنطقة اليوم 19 يونيو.
يُنسب إلى فيلم 28 Days Later الفضل الكبير في إنعاش أفلام الزومبي في مطلع الألفية الثانية. فقد أعاد المخرج داني بويل وكاتب السيناريو أليكس غارلاند الحياة إلى هذا النوع السينمائي بعد حالة من الركود والذي أطلق العنان له بشدة بعد ذلك، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الموتى عن الركض... والسير... والسير... والسير على الشاشات. ولكن كما هو حال أعظم أفلام الرعب، فإن 28 Days Later كان يتحدث عن لحظة معينة في الزمن، تحديداً هجمات 11 سبتمبر وما أعقبها من تداعيات جيوسياسية، ونجح في تجسيد مدى سهولة أن يُحبَس البشر في دوائر من الغضب والخوف بعد الكوارث.
يتجاوز بويل بسهولة فرضية انتشار فيروس الغضب خارج بريطانيا التي ألمحت لها نهاية 28 Weeks Later لعام 2007، ويؤكد سريعاً أن العدوى تمت محاصرتها داخل البر الرئيسي للمملكة المتحدة. مر وقت كافٍ لدرجة أن جيلاً كاملاً نشأ دون أن تكون له أي تجربة مباشرة مع انهيار العالم بعد التفشي. ويُحسن 28 Years Later في تركيز أحداثه حول سبايك البالغ من العمر 12 عاماً (آلفي ويليامز)، وهو أحد سكان جزيرة "هولي آيلاند" المحصنة بشدة، والذي يأخذ خطواته الأولى في البرية كصياد تحت إشراف والده كرايفن جيمي (آرون تايلور جونسون). إنه لا يزال صغيراً لدرجة أنه يريد أخذ دمية معه أثناء الصيد، ولكنه كبير بما يكفي ليدرك أن هذا "تصرف طفولي"، ما يجعل هشاشته وشجاعته في صراع دائم بينما يواجه رعب فيروس الغضب.
يبرع ويليامز (في أول ظهور له في السينما) بتجسيد هذه التقلبات العاطفية ببراعة، ويمنح الفيلم حسّاً واقعياً يذكّر بأداء كيليان مورفي في 28 Days Later. نعم، سبايك يخطئ ويتردد لكن نادراً ما يشعر المشاهد أن هذه التصرفات تصدر من طفل عاجز في عالم قاسٍ. بل على العكس، يُظهر بويل باستمرار أن سبايك وأقرانه أُجبروا على النضوج قبل أوانهم. الطريقة التي يُمجّد بها سكان "هولي آيلاند" صعود سبايك إلى دور الصياد (رغم نواياهم الطيبة) لها نكهة مريرة تدل على أن العنف يورِّث العنف، ويشدد على ذلك الأمر استخدام مشاهد لمجندين أطفال وشعر حربي للشاعر روديارد كبلينغ ضمن المونتاج. تُعد جزيرة "هولي آيلاند" تجسيداً مصغراً فعالاً وإن لم يكن دقيقاً لفكرة الانعزالية، والتهديدات التي تُثير ذعر سكانها (مثل شخصية كيلسون التي يجسدها رالف فاينس، والتي سأتحدث عنها بعد قليل) ستكون مألوفة للغاية لأي شخص لم يكن يعيش تحت صخرة خلال السنوات الخمس الماضية.
أما جيمي والد سبايك (تايلور جونسون) والذي كان بنفس عمره تقريباً عند تفشي الفيروس لأول مرة، فيُجسد شخصية أكثر تعقيداً لتطور مفاهيم الرجولة بعد عقود من الحجر. فهو صبور وداعم (بل حنون أحياناً) في علاقته المباشرة مع سبايك، لكنه يبالغ في التفاخر بمهارات ابنه مما يزرع فيه شكوكاً حول قدراته الأساسية للبقاء. يجسد تايلور جونسون هذه الجوانب المتضاربة للأبوة ببراعة مما يزيد عمقاً للشخصية. كما أن تعامله البارد مع والدة سبايك المريضة إيسلا (جودي كومر) يزيد من حدة الشرخ بينه وبين ابنه، خصوصاً عندما يبدأ سبايك في إدراك أنهما كان بإمكانهما فعل المزيد لمساعدتها.
تعاني إيسلا من نوبات شبه دائمة من التشوش والألم، مما يضطر سبايك لأن يكون الشخص الرئيسي الذي يرعاها مما يُسرّع أكثر من نضوجه. تقدم كومر أداءً غنياً، وعلى الرغم من أن تشتت شخصية إيسلا يجعل التركيز على شخصيتها أقل في حد ذاتها، إلا أن حبها لسبايك يلمع بوضوح من خلال ألمها. وتصبح دروسها له ذات قيمة أكبر حتى من نصائح الأب حول كيفية قتل المصابين بطلقة واحدة.
أكبر تحدٍ في 28 Years Later هو من صنع بويل وغارلاند نفسيهما: فالأعداد الهائلة من أعمال الزومبي التي استُلهمت من 28 Days Later خلقت عدداً لا يُحصى من نقاط المقارنة، سواء على مستوى الأكشن أو الدراما. تم تصميم مشاهد المواجهة مع المصابين بعناية وإتقان، لكن هنا تحديداً يبدو أن الأعمال المقلّدة الكثيرة خففت من تأثير بصمة بويل الخاصة في عنف الزومبي. يقدّم 28 Years Later أنواعاً فرعية جديدة من المصابين والتي تبدو وكأنها خرجت مباشرة من لعبة Left 4 Dead، وبعضها يطرح تساؤلات حول طبيعة العدوى، وهي تساؤلات من المنتظر أن تُجاب في الجزء المكمل الذي تم تصويره بالفعل 28 Days Later: The Bone Temple.
الأكثر فاعلية من بين هؤلاء هم "المصابون ألفا"، وهو اسم ساخر إلى حد كبير بالنظر إلى المواضيع التي يتناولها سيناريو غارلاند. يرفع هؤلاء الوحوش الضخام الذين يبدون وكأنهم لا يُقهرون من مستوى التوتر على الفور كلما ظهروا على الشاشة، مع حركات قاضية قد تجعل حتى شخصية Sub-Zero تقول "انتصار ساحق" بدهشة وإعجاب. هناك مشهد مطاردة لأحد هؤلاء المصابين أثناء توجهه نحو "هولي آيلاند" يُعد من أكثر اللحظات توتراً في الفيلم، والذي يقدم لحظة عارمة الجنون بلا شك. ولكن رغم روعة المكياج والتأثيرات الرقمية في 28 Years Later، فإن رؤية شخص يقتل زومبي (أو العكس) لم تعد مثيرة كما كانت في 2002. يبدو أن بويل وغارلاند راضيان بترك مقلّديهم يحاولون التفوق على بعضهم البعض. فبعد 23 عاماً أصبح تركيزهما ينصبّ على القضايا العاطفية والإنسانية.
يحاول بويل استعادة طابع التصوير غير التقليدي الذي ميّز 28 Days Later، من خلال تصوير 28 Years Later في معظمه باستخدام iPhone 15 Max Pro. ويُتيح الحجم الصغير لهذه الهواتف مقارنة بالكاميرات السينمائية الضخمة تغطية حركية ديناميكية حقيقية خلال مشاهد الأكشن. وقد وصف بويل بنفسه هذا الأسلوب بـ"تأثير الرصاصة البطيئة لذوي الميزانية المحدودة"، وهو تأثير يضيف لمسة بصرية مميزة في بعض لقطات القتل، ويبدو رائعاً في المرة الأولى، لكنه يفقد بعض بريقه بحلول المرة الخامسة أو السادسة.
تُستخدم هذه الحركة البصرية أحياناً لإبراز الشخصية، مثل اللحظة التي يريد فيها بويل التركيز على الغضب الذي يستعر به صدر جيمي من خلال التركيز على سكين في يديه ويقوم بتحريك صغير جداً ليذكّرنا بأن الفيروس لا يخلق الغضب، بل يُضخّمه إلى ما يتجاوز حدود المنطق. كما يُوظّف بويل كاميرا الآيفون في الإضاءة المنخفضة، ويصبغ كوابيس سبايك المليئة بالزومبي بلون أحمر ليلي غاضب.
ويُعد ذلك شهادة على مدى تطور التكنولوجيا منذ 28 Days Later، ففكرة "تم التصوير على آيفون" نادراً تبدو بأنها مسألة مهمة، ربما لأن العدسات الاحترافية التي يركّبها بويل ومدير التصوير الدائم أنتوني دود مانتل على هواتفهم الذكية تلعب دوراً كبيراً في تحسين الجودة. فهم يُبرِزون جمال الريف البريطاني بطريقة لا تجعلك تشعر أبداً بأن ذلك خطوة للوراء مقارنة بتصوير لندن الفارغة والمرعبة في الفيلم الأول. كما تُضيف لقطات الطائرات بدون طيار منظوراً جديداً ومندفعاً لمشاهد الآكشن حيث تتنقل بين مجموعات المصابين بسرعة تثير الدوار.
يبدو أن بويل وغارلاند راضيان بترك مقلّديهم يحاولون التفوق على بعضهم البعض. فبعد 23 عاماً أصبح تركيزهما ينصبّ على القضايا العاطفية والإنسانية.
لكن كما هو الحال غالباً في قصص الزومبي… ربما نحن الوحوش الحقيقيون. يلمّح فيلم 28 Years Later إلى أهمية شخصية كيلسون، المنبوذ الغامض ذو الميل لحرق الجثث بالجملة، وظهوره المتأخر نسبياً يفتح الباب أمام بعض أقوى عناصر القصة. يضيّق وجود كيلسون نطاق الفصل الثالث بشكل ملحوظ، لكن ومن دون الخوض في تفاصيل ما يفعله في معبد العظام، فهو بالتأكيد الخيار الصائب ليكون الاختبار النهائي لـ"سبايك". ويقدّم فينيس أداءً بسيطاً لكنه فعّال بشكل رائع لتعزيز ذلك.
- ترجمة ديما مهنا
يأخذ داني بويل وأليكس غارلاند من عقدين من الصراعات الثقافية لتقديم قصة نضوج مؤثرة تمزج بين الجمال والوحشية في 28 Years Later. يبرع الوجه الجديد آلفي ويليامز بموازنة ما تتطلبه هذه الحبكة القاسية، يدعمه أداء قوي بشكل مماثل لكل من آرون تايلور-جونسون وجودي كومر. لدى بويل الكثير من الحيل الجديدة في جعبته لتصوير 28 Years Later بطريقة تستحضر روح الفيلم الأصلي دون أن تُقلّده، وينطبق الأمر نفسه على مشاهد الأكشن التي تبدو كتطور طبيعي لمنظور 28 Days Later الواثق تجاه فوضى المصابين، أكثر من كونها محاولة للتفوق على جحافل الأعمال المقلدة التي ألهمها. نطاق الفيلم أضيق بكثير من 28 Days Later، لكن رسالته لا تقل قوة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.