العاب / IGN

مراجعة Elio

  • 1/2
  • 2/2

يبدأ عرض Elio في دور السينما بالمنطقة اليوم 19 يونيو.


في وقتٍ مبكر من فيلم Elio، تُفتتح الأحداث بتسجيل صوتي أرشيفي لعالم الفلك الراحل كارل ساغان، حيث يتحدث عن أن اهتمام البشرية بالكون ينبع من رغبتنا في معرفة ما إذا كنا وحدنا في هذا العالم. إنه سؤال حول ما إذا كانت هناك حياة ذكية على كواكب أخرى، لكن السؤال الأعمق كما يطرحه أحدث أفلام Pixar يتعلق بحاجتنا لمعرفة ما إذا كان هناك من سبق وشعر كما نشعر نحن. وإن لم يشعروا، فهل بإمكانهم أن يحبونا كما نحن، لا كما يتمنون أن نكون؟

في Elio، تتجسد هذه التساؤلات على شكل ملحمة خيال علمي مدهشة، حيث يكوّن الطفل اليتيم المُحدّق بالنجوم إيليو (يؤديه صوتياً يوناس كيبرياب) صداقة في مكان غير متوقع، ويقوّي علاقته بخالته التي تبنّته بعد وفاة والديه.

ورغم أن الرسوم المتحركة في الفيلم مبهرة، فإن أبرز ما يميّز Elio هو تصويره الدقيق لذلك الشعور بالتوق إلى شيء قد لا نكون متأكدين حتى من وجوده. في هذا السياق، يصبح التوق إلى الانتماء رحلة عبر المجرّات لاكتشاف عوالم نابضة بالحياة ومخلوقات فضائية خيالية مرسومة بطريقة مرحة.

يتأجّج فضول إيليو تجاه الكائنات الفضائية عندما يتعرف على مشروع تلك "الرسالة في زجاجة" التي أرسلتها البشرية إلى الفضاء في سبعينيات القرن الماضي. (وهنا تكتسب مشاركة ساغان في الفيلم بعداً خاصاً لأنه كان مشاركاً فعلياً في المشروع الواقعي). يحمل المشهد الافتتاحي، الذي يصوّر لحظة الإدراك هذه، بين طياته إحساساً يمزج بين الحزن والأمل، ويضبط إيقاع الفيلم بأكمله.

ومع تقدّم إيليو في العمر وتزايد هوسه بالأجسام الطائرة المجهولة والاختطاف الفضائي، تتدهور علاقته بخالته أولغا (بصوت زوي سالدانا)، وهي ضابطة في سلاح الجو تدير محطة أقمار صناعية حلمت في شبابها بأن تصبح رائدة فضاء. وعندما ينجح في تحقيق حلمه بالتواصل مع الفضاء، لا يهرب فقط من المعسكر العسكري الذي أرسلته إليه أولغا بدافع اليأس، بل يغادر كوكب الأرض بالكامل. وبعد مروره عبر بوابة ساطعة، يصل إيليو إلى ما يُعرف بـالكون العام، وهو ملتقى خيالي لوفود تمثل كواكب عديدة. وبالنسبة لهم، فإن هذا الزائر الجديد هو ببساطة زعيم كوكب الأرض.

وراء كل جانب من جوانب تصميم الإنتاج في Elio يكمن تفكير دقيق ومعقّد. يكفي إلقاء نظرة على العباءة اليدوية التي يرتديها البطل والمزيّنة بأدوات مائدة بلاستيكية وأغطية علب الصودا. تبدو الأقسام المختلفة والتكنولوجيا المتطورة في الكون العام وكأنها من وحي خيال طفل، وهذا يُعد مديحاً بكل ما للكلمة من معنى لأن كل عنصر يبدو خيالياً ولكن في الوقت ذاته بديهياً، كما لو أنه جزء من معرض تفاعلي في متحف أطفال. في الواقع قد يكون هناك عدد كبير من العناصر المبهرة على ، لدرجة أن مدة الفيلم البالغة 93 دقيقة فقط لا تكفي لاستكشاف الكمّ الهائل من الأفكار المشوّقة والشخصيات الفضائية الممتعة بصرياً التي يقدّمها. لكن لا يعني هذا أن الفيلم عاجز عن تقديم صورة متكاملة ببضع لمحات فقط: فعلى سبيل المثال، تظهر الهوية اللاتينية لكلّ من إيليو وأولغا من خلال تفاصيل صغيرة مثل أغنية بالإسبانية تُبَث على الراديو أو زاوية في المنزل تبدو كأنها مذبح لـ"يوم الموتى".

لحسن الحظ هناك مساحة واسعة في Elio لركن آخر من أركان السحر الفني في أفلام Pixar: حس فكاهي ذكي موجه للبالغين، ويتجلى ذلك بأبهى صورة في دليل المستخدم الحيّ في "الكون العام". يظهر هذا الدليل على شكل مجموعة من البطاقات المتوهجة والشفافة التي تتبدّل باستمرار، وتحتوي على كل أسرار الكون، حتى معنى الوجود ذاته، وهي أسئلة كبرى لا تهم طفلاً مثل إيليو بطبيعة الحال. هذا العنصر، الذي يعيد للأذهان فيلم The Hitchhiker’s Guide to the ، هو مجرد مثال على الطريقة التي يتلاعب بها الفيلم بثوابت الخيال العلمي والرعب، وأذكاها محاكاة ساخرة ظريفة للاستنساخ.

تبدأ ذروة الصراع حين يُرفض انضمام اللورد المخيف غريغون (بصوت براد غاريت) إلى "الكون العام". ولكي يُثبت نفسه أمام أصدقائه الجدد، يتطوع إيليو للتفاوض مع ذلك المحارب الضخم ذو العيون الأربع، وهي محاولة محكوم عليها بالفشل تقوده إلى لقاء ابن غريغون، غلوردون (بصوت ريـمي إدغيرلي). غلوردون هو نسخة مصغّرة وممتلئة من دودة Dune الرملية (مع صفوف من الأسنان الحادة)، ويجد رابطاً مشتركاً يجمعه مع صديقه الجديد متمثلاً في عدم قدرتهما على جعل والديهما يفهمانهما. هو لا يريد أن يصبح آلة حرب مثل والده، مما يتطلب منه ارتداء درع صلب والتخلي عن كل مشاعر اللين. قد تكون الفكرة واضحة أكثر من اللازم، لكنها تظل استعارة مؤثرة: شعب غلوردون مجبر على ارتداء قوقعة آلية واقية ليصبح بالغاً، تماماً كما يتخلى البشر غالباً عن فضولهم الطفولي ويبنون حواجز عاطفية مع تقدّمهم في السن.

تتبع هذه الأحداث مغامرات مجرّية جريئة تؤدي إلى خاتمة مؤثرة، حيث يعود صوت ساغان لتذكيرنا بأنه من الطبيعي أن يتساءل الإنسان عما يختبئ في عتمة الفضاء الغامضة. تساعد هذه الرحلة إيليو على إعادة النظر في مفاهيمه عن معنى الوطن، مما يقدم خاتمة مدروسة لكنزٍ الأنيميشن الساحر هذا. فالحياة على كوكب الأرض أو أي كوكب آخر بطبيعتها غير كاملة، ومن المدهش (والمُجزي) مدى العمق الذي يخوض فيه Elio في هذه الفكرة.


- ترجمة ديما مهنا

يقدّم أحدث أفلام Pixar عملاً مُلهَماً عن فتى يتوق لمغادرة الأرض بحثاً عن الانتماء في مكان ما بين النجوم. مع الحس الفكاهي الحاد، والرسوم المتحركة المتألقة التي تخطف الأنظار، والشخصيات الفضائية غريبة الأطوار، يحتوي Elio على ما يكفي من عناصر الترفيه لإرضاء المشاهدين من عمر البطل أو أصغر. لكن ما يجعله واحداً من أكثر مشاريع الاستوديو تأثيراً حتى اليوم هو نظرته الصادقة والعميقة للأحزان والأفراح الكونية حتى وإن تركك متمنياً لو أن بعض أفكاره وخيالاته الإبداعية حظيت بمزيد من الوقت على الشاشة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا