19 يونيو 2025, 8:51 مساءً
قال الدكتور حسن بن محمد شريم، الأكاديمي والأمين العام لمؤسسة عبدالله بن إبراهيم السبيعي الخيرية، الخبير في العمل الإنساني: إن تخدم حجاج بيت الله الحرام ليس مجرد عمل موسمي، بل هو شرف عظيم ومسؤولية تاريخية تتوارثها الأجيال في المملكة العربية السعودية، ويُبذل من أجلها الغالي والنفيس في مشهد استثنائي من العطاء والكرم الإنساني والتنظيم الاحترافي.
لقد أولت المملكة — قيادةً وشعبًا — خدمة ضيوف الرحمن اهتماماً بالغًا، فوفرت أفضل سبل الراحة والطمأنينة والأمن، وسخّرت كافة إمكاناتها من بشرية وتقنية ولوجستية من أجل أداء هذه الرسالة المقدسة. وفي كل عام، تتكرر الحكاية العظيمة.. لكنها لا تتشابه، بل تزداد تألقًا وتفردًا في كل تفاصيلها.
صناعة الفارق في كل التفاصيل
ما رأيناه في موسم الحج هذا العام، من تكامل قطاعات الدولة وتعاون المواطنين والمتطوعين، يعكس جوهر «شرف الخدمة»، الذي يتجاوز المألوف ويُلهم الجميع. من رجال الأمن، إلى العاملين في الصحة والنقل والإسكان والبيئة، إلى الفرق الكشفية والمتطوعين والمتطوعات، كلهم كانوا حكايةً من نور، يكتبون بأعمالهم تاريخًا من العطاء الصادق.
فكل جهد صغير كان له أثر كبير.. وكل ابتسامة في وجه حاجٍ كانت ترجمةً صادقة لروح الإنسانية. كل يدٍ مُدت لخدمة حاجٍ كبير في السن، أو توجيه تائه، أو تهدئة خائف.. كانت رسالة أخلاقية تنطق باسم هذا الوطن.
القيادة ملهمة.. والشعب شريك
ما نعيشه اليوم ليس فقط ثمرة نظام إداري محكم، بل هو ثمرة غرس القيادة السعودية التي آمنت بأن خدمة الحرمين مسؤولية إيمانية قبل أن تكون وطنية. فقيادتنا الرشيدة — حفظها الله — وضعت خدمة الحاج في أعلى مراتب الأولويات، وخلقت لهذا الغرض بيئة متكاملة، تسودها المحبة والتكافل والتكاتف، تذيب الفوارق، وتُوحد الجهود.
ولعل أعظم ما يلمسه الإنسان في هذا الموسم، هو تجلي روح «الواحد»، حيث ترى الموظف والمتطوع، رجل الأمن والمواطن، الشيخ والشاب، يعملون كأنهم خلية نحل واحدة، لا صوت فيها يعلو فوق نداء: «خدمة الحاج أولًا».
مشاهد لا تُنسى
وفي أيام الحج المباركة، تتكرر المشاهد المؤثرة التي تحفر في الذاكرة والوجدان؛ مواقف إنسانية تجسد أسمى معاني البذل والتفاني. تلك الطمأنينة التي تملأ وجوه الحجاج، وذلك الامتنان الذي تقرؤه في نظراتهم، أكبر من أي شكر، وأبلغ من أي كلمات.
إنها مشاهدُ تسكن القلب، وتُشعر المرء بعظمة الرسالة.. تلك التي قال عنها الشاعر:
"حججتَ فهبتَ أنك لا ترجعُ
فهناك الركنُ والمروى ضيوفُ
ذهبتَ بألفِ قافلةٍ ذنوبُ
وعُدتَ وألفُ قافلةٍ فروعٌ"
رسالة ختامية
إن شرف خدمة الحاج ليس امتيازًا، بل مسؤولية متجددة تتطلب من كل من نال شرفها أن يكون على قدرها. وإن الوطن الذي اختاره الله ليكون مهوى أفئدةِ المسلمين، سيبقى بمشيئة الله وفيًا لرسالته، رافعًا راية الخدمة والكرامة لضيوف الرحمن.
فطوبى لكل من عمل وأخلص.. وطوبى لمن وهب جهده ووقته في سبيل هذه الرسالة المقدسة.
"فشكراً يا أعظم المواقف.. يا ذا الموقف الأعظم
كموقف إبراهيم بل ذاك أعظمُ"
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.