مصر اليوم / الحكاية

حكاية "48 ساعة حاسمة".. العالم يحبس أنفاسه "ترقبًا للرد الإيراني" المحتمل

تستعد الولايات المتحدة، والشرق الأوسط، وأسواق النفط العالمية للرد الإيراني، بعد أن شن الرئيس دونالد ترامب ضربات عقابية على مواقع للطاقة النووية الإيرانية بين عشية وضحاها، مما دفع المنطقة إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة من الصراع المستمر منذ عقود.

بالنسبة للبيت الأبيض والجيش الأمريكي، والشرق الأوسط، وأسواق النفط العالمية، فإن الساعات الـ48 المقبلة ستمر ببطء شديد، في انتظار الرد الإيراني الانتقامي المحتمل، الذي من غير المعروف ما إذا كان سيستهدف مواقع أمريكية خارجية أو محلية داخلية، أو في أسوأ الظروف، كليهما معًا.

سيناريوهات محتملة

وللمرة الأولى في تاريخها، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بقصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مباشرةً، حيث ضربت منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك موقع فوردو النووي الرئيسي، باستخدام 24 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، وزنها 30 ألف رطل، عبر الطائرات الشبحية "B-2".

ويشعر مسؤولون دفاعيون وآخرون في البيت الأبيض وتل أبيب، وخبراء عسكريون ومحللون، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية، بقلق بالغ مما يمكن أن يحدث خلال اليومين المقبلين، لعدم إلمامهم بكيفية الرد الإيراني المنتظر، ووضعوا سيناريوهات محتملة يمكن أن تلجأ إليها الحكومة الإيرانية.

منشآت وسفارات وخلايا نائمة

ولم يستبعد الأمريكيون إطلاق إيران لهجمات على الأراضي الأمريكية تنفذها خلايا نائمة تعمل داخل البلاد، وهو تهديد صريح تلقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا قبل أيام من إصداره الأمر النهائي للهجوم على المواقع النووية، نقله له وسيط خلال قمة مجموعة السبع، وهو ما دفعه لمغادرة القمة مسرعًا، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على التهديد تحدثت لشبكة "إن بي سي نيوز".

وفي سيناريو آخر، يمكن لطهران أن تستهدف ثكنات عسكرية أو منشآت وسفارات حول العالم تابعة للولايات المتحدة، زاعمين أن إيران طالما اعتمدت على تكتيكات غير متكافئة ضد خصوم أقوى منها، ضاربين مثالًا بما حدث في عام 1983، عندما اتهمتها الولايات المتحدة بتدبير تفجيرات لثكنات مشاة البحرية وسفارتها في بيروت، عبر وكلاء.

خيارات أضيق

وقد يكون مهاجمة الأصول الأمريكية خيارًا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بعشرات الآلاف من القوات المتمركزة في الشرق الأوسط، وتتمتع بأنظمة دفاع جوي متطورة، إلا أن مدة تحذيرها من وابل الصواريخ أو أسراب الطائرات المُسيّرة المسلحة ستكون أقصر بكثير، وهو ما يجعلهم يعيشون في رعب.

لكن الخبراء الأمنيين والمحللين العسكريين يرون أن إيران تواجه مجموعة أضيق من الخيارات، ومجموعة أكثر حدة من المخاطر، بينما تقوم بوزن كيفية الرد على الهجمات الأمريكية على أراضيها، مشيرين إلى أنهم سيضعون الشعب الإيراني نُصب أعينهم عند اختيار الرد المناسب.

حملة أكثر عدوانية

ويرى الخبراء أن الحكومة الإيرانية تقف أمام خيارين صعبين؛ فتوَجُّهها نحو ضرب أهداف أمريكية قد يفتح الباب أمام حملة عسكرية أشدّ عنفًا واستمرارية، تُفضي إلى حرب شاملة تُهدد استقرار البلاد وتماسك النظام ذاته.

ولهذا، يُرجَّح أن تلجأ طهران إلى رد محدود ومدروس، يحقق هدف الردع دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، ويُبقي لها هامشًا للمناورة السياسية.

ويتوقع آخرون، أنه نظرًا للضعف الواضح للدفاعات الجوية الإيرانية، التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين، قد يختار القادة الإيرانيون الانتظار حتى يتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم وتنظيم رد انتقامي، حيث يحاول المسؤولون أن يكون ردهم مدروسًا بعناية.

تصعيد كبير

ومن المرجح أن تتجنب إيران الانجرار إلى حرب شاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في مقابل تصعيد كبير بين طهران وإسرائيل خلال الأيام المقبلة، عبر هجمات صاروخية محتملة، حيث يعتمد ذلك على نجاح اختراق الصواريخ الإيرانية للقبة الحديدية الإسرائيلية منذ بداية الحرب، والذي سيكون بمثابة دافع للبعض ليكون هذا هو الرد المناسب، بإظهار العزيمة على إلحاق أكبر ضرر بعدوها اللدود.

وحول خطوة تصويت البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، فوصفها الخبراء بأنها رمزية، حيث إن القرار النهائي بيد المرشد، والذي يرون أنه يعلم تمامًا أن إغلاق الممر الدولي سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وسيضر بالتبعية الاقتصاد الإيراني المتعثر، ويُغضب القوى المحايدة، وعلى رأسهم ، التي تُعد أكبر مشترٍ لصادرات النفط الإيرانية.

الخوف الأكبر

ويرى المسؤولون الإسرائيليون، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إيران تمتلك الآن بعد الضربة الأمريكية رصيدًا كبيرًا من الأهداف، أكبر بكثير مما تمتلكه في إسرائيل، بل وأقرب إلى أراضيها، ولكن الخوف الأكبر بالنسبة لهم يكمن في أن تقرر إيران أن يكون ردها هو الدخول في سباق آخر لتطوير الأسلحة النووية بمعدل أسرع، وإنهاء تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل، والتخلي عن معاهدة منع الانتشار النووي.

ويبقى في الأخير، أنه مهما كان تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، فإن الخبراء يؤكدون أن حتى الضربات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لن تؤدي إلا إلى تأخير قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية، ولن تقضي عليها، لأنها نشرت برنامجها في عدة مواقع في أنحاء البلاد، بما في ذلك منشآت محصنة تحت الأرض.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا