يعتقد المستثمرون أن تقلبات أسعار النفط عادة ما تؤدي إلى تراجع وول ستريت، إلا أن البيانات التاريخية تكشف أن العلاقة بين الطرفين متقلبة ومعقدة، ولا تخضع لنمط واحد يمكن البناء عليه.
علاقة متقلبة
- لم تكن العلاقة بين أسعار النفط ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ثابتة على مرّ الزمن، فقبل عام 2000، كان الارتباط سلبيًا؛ حيث كانت ارتفاعات أسعار النفط ترتبط عادةً بأداء ضعيف للأسهم في الشهر التالي.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
شهرة واسعة
- نالت نظرية تقليل المستثمرين لانكشافهم على الأسهم حال ارتفاع أسعار النفط إعجاب المستثمرين في الماضي، حتى أنها نُشرت في "جورنال أوف فايننشال إيكونوميكس" عام 2007، تحت عنوان "تأثير صدمات أسعار النفط على سوق الأسهم الأمريكية"، ما يُعد بمثابة ختم أكاديمي لنجاح النظرية.
الوضع مختلف
- لكن منذ نشرها، تغيرت الصورة، فقد أظهر مؤشر "إس آند بي 500" أداءً أفضل في المتوسط بعد ارتفاع أسعار النفط، مما يعكس أن العلاقة لم تعد تسير في اتجاه واحد كما في العقود السابقة.
لماذا؟
- تعود هذه التغيرات إلى عوامل عدة، منها نمو إنتاج النفط الأمريكي بشكل كبير، ما قلل من حساسية الاقتصاد المحلي لأسعار الطاقة العالمية، إلى جانب الأزمة المالية العالمية التي غيّرت نظرة المستثمرين للنفط كمؤشر اقتصادي.
نموذج فاشل
- بسبب هذا التقلب في العلاقة، من الصعب اليوم تطوير نموذج استثماري ثابت يعتمد على توقعات أسعار النفط، فاستراتيجية خفض الانكشاف على الأسهم عند ارتفاع النفط أثبتت نجاحها في الماضي، لكنها لم تُثبت نجاحها في القرن الحالي.
دراسة حديثة
- أكدت دراسة صدرت نهاية العام الماضي، أعدها باحثون من جامعتي لوزان وكاليفورنيا، أن أداء هذه الاستراتيجية بعد نشرها في "جورنال أوف فايننشال إيكونوميكس" كان ضعيفًا إلى درجة أنها فقدت فعاليتها حتى عند احتساب سنوات النجاح.
حسابات معقدة
- في الوقت الحالي، من الصعب على المستثمرين الربط بين الأحداث الجيوسياسية وأسعار النفط، ومن ثم بأسواق الأسهم، فهذا يتوقف أولًا على التنبؤ بأفعال الأطراف المتنازعة، ومدى تأثير هذه الأعمال على أسعار النفط.
ماذا عن القادم؟
- كان من الصعب على المستثمرين توقع رد فعل طهران على الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآتها النووية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأصعب من ذلك تقلبات أسعار النفط صعودًا وهبوطًا بعد هذه الضربة، ويكاد يكون التنبؤ بتفاعل سوق الأسهم أمرًا بالغ الصعوبة.
لا يزال مؤثرًا
- ختامًا، سيظل النفط مؤثرًا في الأسواق، لكن العلاقة بينه وبين الأسهم لم تعد كما كانت في القرن السابق، فالاعتماد على البيانات التاريخية مهم، ولكنه ليس أساسًا صلبًا لاتخاذ كافة القرارات المالية، فالحكمة في التريث والنظر إلى الصورة الأوسع.
المصدر: ماركت ووتش
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.