جدة - نرمين السيد - وقال السفير الباكستانى فى القاهرة، الكلمة التالية: سعادة ضيف الشرف، المهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد عباس وزير الطيران المدنى.. أصحاب السعادة.. الضيوف الكرام.. السيدات والسادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأضافت: أرحب بكم ترحيبا حارا من القلب فى الاحتفال باليوم الوطنى الثالث والثمانين لباكستان والذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين باكستان ومصر.. اسمحوا لى أيضا أن أعبر عن امتنانى العميق لكم على تشريفنا بحضوركم هذا الاحتفال.. إنها لحظة نفرح فيها بإنجازاتنا المشتركة ونحتفل بالصداقة بين شعبينا الشقيقين، لحظة لاستلهام واستحضار القوة من مثلنا العليا وأهدافنا المشتركة.

وتابع: اليوم الوطنى الباكستانى هو مناسبة لإعادة تأكيد التزامنا بجعل باكستان منارة للسلام والازدهار والتقدم كما تصورها آباؤنا المؤسسون.. تقع باكستان على مفترق طرق جنوب آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، وهى أرض واعدة بالفرص.. إنها بلد يبلغ تعداد سكانه 220 مليون نسمة، ويبلغ عدد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما 130 مليون نسمة، لديها بنية تحتية حديثة وقاعدة صناعية وأيدى عاملة ماهرة فى مجال التكنولوجيا. من الواضح أن هذه المزايا تجعل باكستان مركزا اقتصاديا ومعبرا وبوتقة تنصهر فيها المصالح العالمية الإيجابية.

وواصل: على مدى السنوات العديدة الماضية، ركزت باكستان على الاستفادة المثلى من نقاط القوة تلك فى خدمة سياستها الخارجية الموجهة نحو السلام والتى تركزعلى التنمية وتتمحور حول الناس. سنواصل متابعة سعينا لتحقيق جوار سلمى لضمان التنمية الاقتصادية والازدهار ليس فقط لباكستان ولكن أيضا للمنطقة وما وراءها.

واستكمل: إن العلاقات الثنائية بين باكستان ومصر مبنية على أساس متين أرساه شعبا البلدين على روابط من العقيدة والثقافة والتطلعات المشتركة التى تعود إلى قرون من الزمان.. وجد الآباء المؤسسون لباكستان مصدر إلهام قوى عند إخوانهم المصريين. فقبل إنشاء باكستان بوقت طويل، قام الشاعر والمفكر والفيلسوف العلامة محمد إقبال بزيارة مصر عام 1931.. كما قام مؤسس باكستان القائد الأعظم محمد على جناح مع زعماء مسلمين آخرين فى شبه القارة الهندية بزيارة تاريخية لمصر عام 1946.. ومنذ ذلك الحين، استمرت علاقاتنا الأخوية فى النمو من قوة إلى قوة.

واستطرد: إن قيادتنا الحالية ملتزمة بتحويل هذه العلاقة إلى شراكة دائمة. نعتقد أن مستقبلنا يكمن فى التكاتف من أجل خير شعبى البلدين. وبموجب سياسة "الشراكة مع إفريقيا"، نعتبر مصر "بوابة إلى إفريقيا".. لقد عملنا على أجندة ثنائية شاملة لتعزيز تعاوننا فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والأمنية وكذلك لتعميق الاتصالات الشعبية من خلال زيادة التبادل فى التعليم والثقافة.

وتابع: نتيجة لذلك، يسعدنا أن نرى ارتباطات ثنائية معززة على مدى السنوات الماضية.. ومن الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الباكستانى زار مصر فى عام 2021 وزار وزير الخارجية المصرى سامح شكرى باكستان فى مارس 2022.. إلى جانب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى الآخرين، وكان ضيف الشرف فى موكب العيد الوطنى خلال الزيارة.

وأضاف: فى نوفمبر، زار رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف مصر لحضور مؤتمر المناخCOP-27 وكان برفقته وفد وزارى كبير يضم وزير الخارجية بيلاوال بوتو زردارى، ما يدل على قوة تعاوننا الثنائى والمتعدد الأطراف. خلال هذه الزيارات اتفقنا على خارطة طريق لتعاوننا المستقبلى.

واستكمل: على الصعيد الاقتصادى، كان هناك تبادل متكرر لزيارات من وفود رجال الأعمال والمشاركة فى المعارض التجارية من كلا الجانبين. لقد زادت تجارتنا البينية بنسبة 43% خلال العام الماضى واستفاد المستثمرون على الجانبين من فرص الاستثمار التى اتاحها البلدان.

وتابع: ظل التعاون الدفاعى دائما حجر الزاوية فى العلاقات التاريخية بين الجانبين. العلاقات الدفاعية متعددة الأوجه تتراوح بين المشتريات الدفاعية والتعاون الفنى وتبادل البرامج التدريبية والمشاركة فى التدريبات العسكرية.

وقال: كذلك قد كان للتبادلات الثقافية دور فعال فى تعزيز التفاهم الأفضل بين شعبى بلدينا. نشارك بانتظام فى المهرجانات الثقافية المصرية، لدينا برامج تبادل للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتعليم اللغة العربية والأردية فى جامعاتنا.. كما يعمل الجانبان على انشاء خطوط طيران مباشر لتعزيز السياحة والأعمال والتواصل بين الشعبين.

وواصل: سأكون مقصرا إذا لم أذكر أن لدينا أيضا جالية باكستانية صغيرة ولكنها حيوية وفعالة فى مصر. لقد كانوا سفراء حقيقيين لباكستان وبناة للجسور بين البلدين. نحن نعتز بهم ونقدر جهودهم فى تعزيز العلاقات الباكستانية المصرية.

واختتم: اسمحوا لى أن أختتم كلمتى بالدعوة إلى الله تعالى أن ينعم على بلدينا، حكومة وشعبا، بالسلام الدائم والازدهار والأمن.