عندما يتعلق الأمر بصحتنا ورفاهيتنا، يعد النظام الغذائي أحد أهم العوامل التي يمكننا التأثير عليها بسهولة.

لسوء الحظ، قد يعني ذلك الاستغناء عن بعض الأطعمة والمشروبات التي نستمتع بها أو التقليل منها لأنها قد تأتي مع بعض المخاطر الصحية المحتملة.

وعلى العكس من ذلك، هناك الكثير من الأطعمة الأخرى المعروفة بفوائدها الصحية، وبعضها قادر على تعزيز مستويات الفيتامينات، والمساعدة في جهود فقدان الوزن، وتقليل فرص الإصابة بحالات مختلفة، وفق ما ذكره موقع Express.co.uk.

وكشفت دراسة جديدة، أن أحد هذه الأطعمة يمكن أن ينقذ حياتك، مما يقلل من خطر الوفاة مبكرًا.

الأسماك العلفية

وفقا لبحث نشر في المجلة الطبية البريطانية، فإن تناول ما يعرف باسم "الأسماك العلفية" يمكن أن ينقذ حياة ما يصل إلى 750 ألف شخص سنويا في جميع أنحاء العالم.

هذه الأسماك هي الأصناف الأصغر والأرخص مثل السردين والماكريل والأنشوجة والرنجة التي تعمل كمصدر غذائي للأسماك الكبيرة.

وخلصت الدراسة إلى أن استبدال اللحوم الحمراء، التي تشمل لحم البقر ولحم الخنزير والضأن، بهذه الأسماك يمكن أن "يقلل بشكل كبير من العبء العالمي للمرض".

وقال العلماء إن هذا التغيير لا يؤدي فقط إلى انخفاض عدد الوفيات بمقدار 500 ألف إلى 750 ألف كل عام، بل يمكن أن يتجنب أيضًا 8 إلى 15 مليون سنة حياة معدلة حسب الإعاقة.

إن إجراء التغيير سيكون أيضًا أكثر توفيرا، حيث إن شراء بعض الأسماك العلفية مثل السردين رخيص للغاية.

علاوة على الفوائد الصحية والمالية، سيكون التحول أفضل للبيئة.

آثار أقل من الكربون

تحتوي أسماك العلف على واحدة من أقل آثار الكربون مقارنة بأي مصدر غذائي حيواني.

تشير التقديرات إلى أن استبدال 10% من استهلاك اللحوم في العالم بأسماك العلف يمكن أن يخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة تصل إلى 15%.

وأوصى مؤلفو الدراسة، من معاهد في اليابان وأستراليا، بتغييرات في السياسة للسماح بمزيد من الاستهلاك البشري للأسماك العلفية في المستقبل.

وأوضحوا في الدراسة: "يرتبط استهلاك اللحوم الحمراء بارتفاع خطر الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية، وفي المقابل، فإن الأسماك العلفية، باعتبارها ذات قيمة غذائية عالية، وصديقة للبيئة، وبأسعار معقولة، وأكثر أنواع الأسماك وفرة في المحيطات، تحظى باهتمام متزايد من منظور النظام الغذائي العالمي".

وقال الباحثون: "تظهر نتائج دراستنا أن أسماك العلف قد تحل محل جزء صغير فقط (حوالي 8%) من اللحوم الحمراء في العالم بسبب إمداداتها المحدودة، ولكنها قد تزيد من استهلاك الفرد اليومي العالمي من الأسماك بالقرب من المستوى الموصى به، ومثل هذا الاستبدال يمكن أن يتجنب ما بين 0.5 إلى 0.75 مليون حالة وفاة ونحو 8 إلى 15 مليون سنة من سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة، والتي تتركز في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".

وأضافوا: "الأسماك العلفية كبديل للحوم الحمراء يمكن أن تضاعف (أو أكثر) عدد الوفيات التي يمكن تجنبها بمجرد تقليل استهلاك اللحوم الحمراء".

وتابعوا: "يشير تحليلنا إلى أن أسماك العلف تعد بديلًا واعدًا للحوم الحمراء، كما ان السياسات التي تستهدف تخصيص أسماك العلف إلى المناطق التي تحتاج إليها، مثل الجنوب العالمي، يمكن أن تكون أكثر فعالية في تعظيم إمكانات أسماك العلف للحد من العبء العالمي للمرض".

وقد دعت الأبحاث الحالية منذ فترة طويلة إلى استهلاك الأسماك الزيتية بما في ذلك السردين والرنجة والأنشوجة لتقليل خطر الإصابة بالخرف وحماية القلب.