مرصد مينا
هدم الجيش الإسرائيلي 16 منزلاً على الأقل في قرية الحميدية بريف محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وفقاً لمصادر في المنطقة.
تتزامن عملية الهدم مع استمرار المواجهة غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة الماضي، وفسّر مراقبون العملية بأنها استغلال لـ”ضجيج الحرب”، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتثبيت واقع عسكري جديد مستغلاً الظرف القائم.
وذكر أحد سكان القرية، أن عمليات الهدم بدأت عند الساعة العاشرة من ليلة الإثنين/الثلاثاء، حين سُمعت أصوات آليات عسكرية وجرافات إسرائيلية تتحرك في الحي الشمالي من القرية.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت آليات من نوع “تركس” و”بواكر” لهدم المنازل، والتي سبق أن أُجلي سكانها قسراً منذ ديسمبر الماضي، عقب دخول الجيش الإسرائيلي إلى القرية بعد سقوط النظام السوري.
وبحسب المصدر ذاته، فإن قوات الاحتلال كانت قد طردت نحو 15 عائلة من منازلها الواقعة على طريق المنصورة، شمال القرية، واستخدمت بعض تلك المنازل بشكل مؤقت إلى حين الانتهاء من إنشاء القاعدة العسكرية الإسرائيلية الجديدة، التي استغرق بناؤها شهرين.
وتمنع القوات الإسرائيلية حتى اليوم أصحاب هذه المنازل من العودة إليها، بحجة قربها من القاعدة العسكرية وخطر استخدامها من قِبل “مجموعات إرهابية” لاستهداف القاعدة.
وأكد المواطن أن واقع الاحتلال فُرض على القرية منذ سقوط النظام في 8 ديسمبر الماضي، إذ استيقظ السكان على وجود جنود إسرائيليين داخل القرية، بعدما عبروا إليها من بوابة تربطها بالقسم المحتل من الجولان.
وأضاف: “نعارض هذا الواقع، لكننا ننتظر تحرك الدولة، لا نريد فوضى ولا تهجيراً جديداً. نحاول الصبر ريثما تتحرك الحكومة وتضع حداً للانتهاكات”.
ولم تقتصر الانعكاسات على الجانب الأمني فحسب، بل أثرت التوغلات الإسرائيلية المتكررة على الواقع الزراعي والسياحي في المنطقة، ما زاد من تدهور الأوضاع المعيشية.
وقال أحد الأهالي إن معظم المتضررين من الهدم هم بالأصل نازحون من قرى أخرى.
وأضاف أن الغلاء بات يثقل كاهل العائلات التي تعيش على الزراعة وتربية الماشية، مشيراً إلى أن عدد رؤوس الأغنام في القرية كان يبلغ نحو 5 آلاف، لم يتبقَ منها إلا الربع، بسبب اضطرار الأهالي إلى بيعها لتأمين المعيشة.
وفي تعليقه على الوضع، قال مصدر مقرّب من مسؤولين في محافظة القنيطرة، إن الحكومة “لن تترك الأهالي لمصيرهم”، مؤكداً أن هناك تواصلاً مستمراً مع الدول الصديقة والمحافل الدولية للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها في ملاحقة تجار المخدرات ومنع الفوضى وضبط السلاح المنتشر، ومتابعة من وصفهم بـ”أصحاب الارتباطات بأجندات خارجية كحزب الله”، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
ووصف المصدر المبررات الإسرائيلية للهدم بأنها “واهية”، مشيراً إلى أن السلاح الثقيل الذي تركه النظام السابق أُخرج من المنطقة منذ فترة، ولا يمثل تهديداً حقيقياً في ظل التكنولوجيا العسكرية الحديثة.
يُذكر أن قوات النظام السوري السابق كانت قد انسحبت من مواقعها في الجنوب قبل سقوط دمشق، مما مهد الطريق لتقدّم القوات الإسرائيلية باتجاه المنطقة العازلة، حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة بموجب اتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974 عقب حرب أكتوبر.
وتقع قرية الحميدية في منطقة منزوعة السلاح قرب خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري، الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، وأعلنت ضمه عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي سوى الولايات المتحدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.